responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 186
في أثناء سيرها وسُرَاها في الصحراء، ومنه تولدت الأوزان الأخرى[1]؛ غير أن هذا كله مجرد فروض. وكل ما يمكن أن يقال هو أن الرجز كان أكثر أوزان الشعر شيوعًا في الجاهلية؛ إذ كانوا يرتجلونه في كل حركة من حركاتهم وكل عمل من أعمالهم في السلم والحرب، ولكن شيوعه لا يعني قدمه ولا سبقه للأوزان الأخرى؛ إنما يعني أنه كان وزنًا شعبيًّا لا أقل ولا أكثر. وكان الشعراء الممتازون في الجاهلية لا ينظمون منه؛ إنما ينظمون في الطويل والبسيط والكامل والوافر والسريع والمديد والمنسرح والخفيف والوافر والمتقارب والهزج، وإن كان نظمهم في الثلاثة الأولى أكثر وأوسع.
والحق أنه ليس بين أيدينا شيء من وزن أو غير وزن يدل على طفولة الشعر الجاهلي وحقبه الأولى، وكيف تم له تطوره حتى انتهى إلى هذه الصورة النموذجية التي تلقانا منذ أوائل العصر الجاهلي أو بعبارة أخرى منذ أوائل القرن السادس الميلادي. ولم تكن تختص بهذا الشعر في الجاهلية قبيلة دون غيرها من القبائل الشمالية عدنانية أو قحطانية؛ وآية ذلك أننا نجد الشعراء موزعين عليها؛ فمنهم من ينسب إلى القبائل القحطانية مثل امرئ القيس الكندي وعدي بن رعلاء الغساني[2] والحارث بن وعلة الجرمي القضاعي[3] ومالك بن حريم الهمداني[4] وعبد يغوث الحارثي النجراني[5] والشنفري الأزدي[6] وعمرو بن معد يكرب المذحجي[7]. أما من ينسبون إلى مضر وربيعة فأكثر من أن نسميهم، وعلى شاكلتهم من ينسبون إلى الأوس والخزرج القحطانيين في المدينة. ونحن لا نستطيع أن نحصي من جرى لسانهم بالشعر حينئذ؛ فقد كانوا كثيرين، وكانت تشركهم فيه النساء مثل الخنساء، وكان ينظمه سادتهم وصعاليكهم. ويخيل إلى الإنسان أن الشعر لم يكن يستعصي على أحد منهم، وعدَّ ابن سلام في طبقاته أربعين من فحولهم وفحول المخضرمين وقد جعلهم في عشر طبقات وجعل في كل طبقة أربعة، وأضاف إليهم

[1] انظر الجزء الأول من تاريخ الأدب العربي لبروكلمان "طبع دار المعارف" ص51.
[2] الأصمعيات: "طبع دار المعارف" ص 170.
[3] المفضليات: "طبع دار المعارف" ص164.
[4] الأصمعيات: ص 56.
[5] المفضليات: ص 155
[6] المفضليات: ص 108
[7] الأصمعيات في مواضع متفرقة.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست