responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 199
كان في القبيلة من شرف وأشراف كان هجاؤها عندهم؛ إذ كانوا لا يزالون يتعرضون لها ولأشرافها بأقبح الهجاء وأقذعه، يقول الجاحظ أيضًا:
"إذا استوى القبيلان في تقادم الميلاد، ثم كان أحد الأبوين كثير الذرء "النسل" والفرسان والحكماء والأجواد والشعراء، وكثير السادات في العشائر وكثير الرؤساء في الأرحام "القبائل الكبيرة" وكان الآخر قليل الذرء والعدد ولم يكن فيهم خير كثير ولا شر كثير خَملوا أو دخلوا في غمار العرب وغرقوا في معظم الناس وكانوا من المغمورين ومن المنسيين فسلموا من ضروب الهجاء، وسلموا من أن يضرب بهم المثل في قلة ونذالة؛ إذ لم يكن "منهم" شر وكان محلهم من القلوب محل من لا يغيظ الشعراء ولا يحسدهم الأكفاء، وإذا تقادم الميلاد، وكان فيهم خير كثير وشر كثير ومثالب ومناقب لم يسلموا من أن يُهجوا ويضرب بهم المثل. ولعل أيضًا أن تنفق لهم أشعار تتصل بمحبة الرواة وأمثال تسير على ألسنة العلماء. فيصير حينئذ من لا خير فيه ولا شر أمثل حالًا في العامة ممن فيه الفضل الكثير وبعض النقص ولا سيما إذا جاوروا من يأكلهم وحالفوا من لا ينصفهم كما لقيت غَنِيّ أو باهلة؛ فمن القبائل المتقادمة الميلاد التي في شطرها خير كثير وفي الشطر الآخر شرف وضعة مثل قبائل غطفان وقيس عيلان ومثل فزارة ومرة وثعلبة ومثل عبس وعبد الله بن غطفان، ثم غني وباهلة واليعسوب والطفاوة؛ فالشرف والخطر في عبس وذبيان، والمبتلى والملقى والمحروم والمظلوم مثل باهلي وغني مما لقيت من صوائب سهام الشعراء وحتى كأنهم آلة المدارج الأقوام ينكب فيها كل ساع ويعثر بها كل ماش. وربما ذكروا اليعسوب والطفاوة وهاربة البقعاء "من ذبيان" وأشجع الخنثى ببعض الذكر، وجل معظم البلاء لم يقع إلا بغني وباهلة وهم أرفع من هؤلاء وأكثر فضولًا ومناقب؛ حتى صار من لا خير فيه ولا شر عنده أحسن حالًا ممن فيه الخير الكثير وبعض الشر، ومن هذا الضرب تميم بن مر وثور وعُكل وتيم ومزينة؛ ففي عكل وتيم ومزينة من الشرف والفضل ما ليس في ثور، وقد سلمت ثور إلا من الشيء اليسير، مما لا يرويه إلا العلماء، والتحف الهجاء على عكل وتيم. وقد شعثوا بين مزينة شيئًا، وقد نالوا من ضبة مع ما في ضبة من الخصال الشريفة، ولأمر ما بكت العرب بالدموع الغزار من وقع الهجاء. كما بكى مخارق بن شهاب وكما بكى

نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست