responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 198
ففزع الحارث ورد عليه ما سلبه منه[1]. وواضح أن زهيرًا يستخدم في وصف هجائه المنتظر كلمة الدنس؛ فهو سيلحق به عن طريق هجائه الرجس والإثم. ويروى أن رجلًا يسمى زرعة بن ثوب من بني عبد الله بن غطفان خدع غلامًا من عشيرة مزرد بن ضرار الشاعر يسمى خالدًا كان يرعى إبلًا لأبويه فاشتراها منه بغنم واستاقها، ورجع الغلام إلى أبويه فأخبرهما بما فعل؛ فقال أبوه: هلكت والله وأهلكتنا، وركب إلى مزرّد وقص عليه القصة؛ فقال مزرّد: أنا ضامن لك أن تُرَدّ علينا بأعيانها، وأنشأ قصيدة طويلة يتوعد فيها زرعة، ويطب إليه أن يرد الإبل، ونراه يعوذها بهجائه؛ فهي إن لم ترد ستكون نارًا تأتي على الأخضر واليابس عند زرعة وقومه وسيصيبها الجرب والأمراض المستعصية، يقول2:
فيا آل ثوبٍ إنما ذَوْدِ خالد ... كنار اللظى لا خير في ذود خالد3
بهن دُروءٌ من نحاز وغُدَّةٌ ... لها ذربات كالثُّدِيِّ النواهِد4
جَرِبْنَ فما يهنأنَ إلا بغَلْقةٍ ... عطين وأبوال النساء القواعدِ5
وقد تحولوا يصبون أهاجيهم ولعناتهم على خصومهم هم وعشائرهم؛ فلم يسلم منها أحد من أشرافهم، يقول الجاحظ: "وإذا بلغ السيد في السؤدد الكمال حسده من الأشراف من يظن أنه الأحق به، وفخرت به عشيرته فلا يزال سفيه من شعراء تلك القبائل قد غاظه ارتفاعه على مرتبة سيد عشيرته؛ فهجاه، ومن طلب عيبًا وجده فإن لم يجد عيبًا وجد بعض ما إذا ذكره وجد من يغلط فيه ويحمله عنه؛ ولذلك هجي حصن بن حذيفة، وهجى زُرَارة بن عُدَس وهجي عبد الله بن جُدْعان وهجي حاجب بن زُرارة؛ وإنما ذكرت لك هؤلاء لأنهم من سؤددهم وطاعة القبيلة لهم لم يذهبوا فيمن تحت أيديهم من قومهم ومن حلفائهم وجيرانهم مذهب كليب بن ربيعة ولا مذهب حذيفة بن بدر ولا مذهب عيينة بن حصن ولا مذهب لقيط بن زرارة. فإن هؤلاء وإن كانوا سادة قد كانوا يظلمون6" وبمقدار ما

[1] أغاني: 10/ 307 وما بعدها.
2 المفضليات: ص 79.
3 الذود: الجماعة القليلة من الإبل.
4 دروء: جمع درء وهو النتوء. والنحاز: داء يصيب الإبل بالسعال. الغدة: طاعون الإبل. الذربات: جمع ذربة وهي رأس الخراج، النواهد: النواهض.
5 يهنأن: يطلين. الغلقة: شجر يدبغ به الجرب. عطين يريد أنه لا يدبغ بها إلا بعد العطن، القواعد: العجائز.
6 الحيوان 2/ 93.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست