responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 206
والأصمعيات[1]، كما يلقانا معه وصفهم للخيل وكانوا يلقبونها بالأسماء، وممن اشتهر في هذا الوصف أبو دُؤاد الإيادي وزيد الخيل وعمرو بن معد يكرب وغيرهم من فرسانهم المعدودين، وتزخر المفضليات والأصمعيات بهذا الوصف عند من سميناهم وغيرهم.
وفي الحق أن هذا اللون من شعرهم ليس شعر قوة وبطولة فحسب؛ فقد تغنوا فيه بكريم الشيم وكل ما اتخذوه مثلًا رفيعًا لهم في حياتهم وسلوكهم، من كرم ووفاء وغير كرم ووفاء؛ فعلى نحو ما صوروا فيه بطولة وشجاعة نادرة صوروا كثيرًا من الفضائل الحميدة على شاكلة ما نقرأ في ميمية ربيعة بن مقروم إذ يقول2:
وإن تسأليني فإني امرؤ ... أُهين اللئيم وأحبو الكريما
وأَبني المعالي بالمكرمات ... وأُرضي الخليل وأُرْوِي النديما
ويحمد بَذْلي له معتف ... إذا ذمَّ من يعتفيه اللئيما3
وأَجْزي القروض وفاءً بها ... ببؤسي بئيسي ونعمى نعيما4
وقومي فإن أنت كذَّبتني ... بقولي فاسئلْ بقومي عليما
يهينون في الحق أموالهم ... إذا اللزبات انتحين المُسِيما5
طوال الرماح غداة الصباح ... ذوو نَجْدَة يمنعون الحريما
وهو يذكر في البيت الثاني أن من شيمه أن يروي نديمه بالخمر، ويكثر في حماستهم تمدحهم بأنهم يسقون ندماءهم الخمر وأنهم يأخذون حظهم من الغناء وسماع القيان ولعب الميسر[6]، وكأن في ذلك إعلانًا عن كرمهم وبذلهم على نحو ما تقدم في غير هذا الموضع عن طرفة وفتوته. وربما كان ذلك هو أصل ذكر الخمر ووصفها في الشعر الجاهلي على نحو ما هو معروف عن الأعشى وعدي بن زيد.

[1] انظر المفضليات ص 95، وما بعدها ورقم 64و 75 والأصمعيات: رقم 62و 65.
2 المفضليات: ص 183.
3 المعتفي: السائل في غير طلب.
4 البؤس والبئيسي بمعنى، يقول يجزي بالسيئة مثلها وكذلك الحسنة.
5 اللزبات: الشدائد، انتحى: قصد، المسيم: الكثير الإبل والغنم، اشتقه من السائمة.
[6] المفضليات: رقم 113، 120.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست