responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 210
وكانوا أحيانًا حين يذكرون المَوتَ يتأسون ويتعزون عنه بأنه حوض لا بد من وروده وقد سبقتهم إليه الأجيال الماضية من ملوك وغير ملوك1:
وعلى هذا النحو ألمَّ الشاعر الجاهلي بجوانب الرثاء الثلاثة من الندب والتأبين والعزاء، وكان رثاؤه غالبًا يتعلق بأفراد وقلما تعلق بمجموعة من الفرسان، ومن هذا القبيل قصيدة أصمعية لأبي دؤاد الإيادي يرثي فيها من أوْدَى من شباب قبيلته وكهولهم، ونراه يقول في مطلع رثائهم2:
لا أَعدُّ الإقتارَ عُدْمًا ولكن ... فقد من قد رُزِئْتُهُ الإعدامُ
ويستمر يبكي فيهم الرءوس العظام وخلالهم من التأني والرفق والكرم وطيب الأرومة وشجاعة الأسد وما يخلط فرط حدتهم من أحلام وعقول راجحة، ويقول: إنهم أصبحوا هامًا وصدَى؛ إذ كانوا يعتقدون أن عظام الميت تتحول هامة تطير وصدى ما يزال يقول اسقوني:
سُلِّطَ الدهرُ والمَنُونُ عليهم ... فلهم في صَدَى المقابر هامُ
فعلى إثرهم تساقط نفسي ... حسراتٍ وذكرهم لي سَقام
وبجانب هذا الرثاء كان عندهم مديح واسع يتمدحون فيه بمناقب قبائلهم وسادتها. وكانوا كثيرًا ما يمدحون القبيلة التي يجدون فيها كرم الجوار متحدثين عن عزتها وإبائها وشجاعة أبنائها وما فيهم من فتك بأعدائهم وإكرام لضيوفهم ورعاية لحقوق جيرانهم[3].
وكان بعض السادة تمتد مآثرهم إلى من حولهم من القبائل فكان يتصدى لهم شعراؤها يمدحونهم لمكرماتهم التي أدوها، كأن يفتكوا أسيرًا، على نحو ما صنع خالد بن أنمار بابن أخت المثقب العبدي؛ فكان جزاؤه منه مدحة جيدة، يقول فيها4:

1 المفضليات: ص 217.
2 الأصمعيات: ص 215.
[3] المفضليات: ص 305، 371.
4 المفضليات: ص 294، مترع: ملآن. ربعي الندى: نسب نداه إلى الربيعة كناية عن كثرته وإمراعه، والندى: الكرم. ويقول إن مجلسه غير لطم فهو لا يتلاطم فيه، إنما هو مجلس سكون وحلم.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست