responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 235
والرواية الأولى رواية هشام الكلبي، وهو متهم فيها يرويه؛ فهي رواية ضعيفة ومما يدل على فسادها قصيدة عبيد التي ذكر في تضاعيفها يوم القيامة: ومن أين له بمعرفة هذا اليوم الذي جاء في القرآن الكريم وهو جاهلي وثني؟ ومثلها الروايتان الثانية والرابعة، فأثر الافتعال فيهما واضح، لسبب بسيط، وهو أن حجرًا يموت غيلة، ولا نرى عشيرته كندة تثأر له أو تشتبك من أجله في حرب مع بني أسد؛ لذلك نرجح الرواية الثالثة رواية الهثيم بن عدي، وهي تتفق مع ما ردده عبيد بن الأبرص في شعره مرارًا من أن قبيلته نكلت بكندة وصاحبها حجر، وكان عبيد معاصرًا للحوادث وشاهد عيان لها، ومن قوله في ذلك يخاطب امرأ القيس1:
ورَكْضُك لولاه لقيت الذي لَقوه ... فذاك الذي أنجاك مما هنالكا
وهو يشير بذلك في وضوح إلى فرار امرئ القيس من المعركة التي قتل فيها أبوه، ونراه يصف هذه المعركة، ويصرح بهزيمة كندة فيها وقَتْل حجر؛ إذ يقول معرضًا بامرئ القيس وساخرًا من وعيده وتهديده لقومه2:
يا ذا المخوِّفنا بقتـ ... ـل أَبيه إذلالًا وحَيْنا3
أزعمتَ أنك قد قتلـ ... ـت سَرَاتنا كذبًا ومينا4
هلَّا على حُجْر ابن أُمِّ ... قَطام تبكي لا علينا
هلا سأَلت جموع كندةَ ... يوم ولَّوا أَين أَينا
أَيام نضربُ هامهم ... ببَواترٍ حتى انحنينا5
ويتكرر في ديوان عبيد وصف نهاية حجر ومُلك كندة على أسد بهذه الصورة مرارًا[6]؛ مما يدل على أن رواية الهيثم بن عدي أكثر قربًا إلى الصحة والصدق وأن الروايات الأخرى دخلها الفساد والانتحال.

1 ديوان عبيد بن الأبرص "طبعة لايل" ص53.
2 الديوان ص27.
3 الحين: الموت.
4 السراة: السادة، المين: الكذب.
5 السيوف البواتر: القاطعة.
[6] انظر ديوان عبيد: القصائد رقم 4، 17، 26.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست