نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 268
صَبرنا وكان الصبرُ فينا سجيَّةً ... بأسيافنا يقْطَعْنَ كفًّا ومِعْصَما
يُفَلِّقْنَ هامًا من رجالٍ أَعزَّةٍ ... علينا وهم كانوا أعقَّ وأَظلما
ونجد يزيد بن سنان أخي هرم بن سنان يطلق زوجه، وكانت ابنة النابغة، ويثير على عشيرتها يربوع عشيرتي خصيلة ونُشْبة، عاقدًا بينهما حلفًا سمي حلف المحاش، وما يزال بيربوع حتى يجليها عن ديارها إلى ديار بني عذرة، وفي ذلك يقول النابغة:
جَمِّع مِحاشَكَ يا يَزيدُ فَإِنَّني ... أَعدَدتُ يَربوعًا لَكُم وَتَميما
حَدِبَت عَلَيَّ بُطونُ ضِنَّةَ كُلِّها ... إِن ظالِمًا فيهِم وَإِن مَظلومًا1
فلم تكن عشائر ذبيان على صفاء دائمًا؛ بل كثيرًا ما كانت تتحارب وتتقاتل ويعتزل بعضها بعضًا، وقد تترك عشيرة منازلها إلى منازل جيرانها من عذرة وغير عذرة وكانت ذبيان كغيرها من قبائل غطفان تعبد في الجاهلية العزى وتتخذ لها كعبة تحج إليها، وتقدم لها النذر والقرابين، وقد هدمها خالد بن الوليد بأمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. ومعنى ذلك أن ذبيان ظلت على وثنيتها حتى دخلت في الإسلام الحنيف.
1 ضنة: عشيرة من عذرة.
2- حياته
هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جناب[1] بن يربوع، وأمه عاتكة بنت أنيس من بني أسجع الذبيانيين؛ فهو ذبياني أبًا وأمًّا، وكان يكنى بأبي أمامة وأبي ثمامة[2]، وهما ابنتاه، كما كان يلقب بالنابغة، وبهذا اللقب اشتهر. واختلف الرواة في سبب تلقيبه به، فقيل: لقوله في بعض شعره: "فقد نبغت لنا منهم شئون" وقيل: لأنه قال الشعر بعد أن كبرتْ سنه ومات قبل أن يُهْتَر ويذهب عقله[3]. [1] هكذا في ترجمته بالأغاني "طبعة دار الكتب" 11/3 وفي شرح التبريزي للمعلقات العشر جابر بن يربوع بدلًا من جناب بن يربوع. [2] انظر الأغاني 11/ 3 وترجمته في الشعر والشعراء لابن قتيبة1/ 108 وما بعدها. [3] الأغاني 11/ 4 وراجع الشعر والشعراء 1/ 108 وشرح المعلقات العشر للتبريزي.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 268