نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 275
ولدنا بني العنقاء وابني محرق ... فأكرم بنا خالًا وأكرم بنا ابنَمَا1
فقال له النابغة: أنت شاعر ولكنك أقللت أجفانك وأسيافك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك[2]. وأكبر الظن أن هذه الزيادة في تلك الرواية من عمل بعض اللغويين الذين يذهبون إلى أن جمع المؤنث السالم ووزن أفعال في جمع التكسير يدلان على القلة. وفي الحقيقة لم يفتخر حسان بالأبناء دون الآباء؛ بل لقد افتخر بالآباء، وإن كان عبر بكلمة ولدنا فهي مماحكة لفظية، وما كان النابغة ليعمد إلى مثل هذه المماحكة والمغالطة. والمهم في الخبر أنه كان يحكم بين الشعراء فمن أشاد به تألق نجمه ومن أزرى به خمل ذكره.
وقد رجع إلى قبيلته بعد موت النعمان بن المنذر سنة 602 وأمضى فيها بقية حياته، ويظهر أنه لم يعش طويلًا؛ فليس في أشعاره أي شيء يتصل بانتهاء حروب داحس والغبراء سنة 608 ولو أنه حضر نهايتها لأشاد بموقف سيدي قبيلته: هرم بن سنان والحارث بن عوف في حقن الدماء بما تحملا من ديات، ومن ثم كان لا يبعد عن الصواب ما زعمه لويس شيخو من أنه توفي سنة "604" [3].
1 العنقاء: جد الخزرج الأول. محرق: هو الحارث بن جبلة الغساني، ومعروف أن الغساسنة كالخزرج من الأزد، ولذلك يفخر بهم كما يفخر بقومه. [2] أغاني: "طبعة دار الكتب" 9/ 340 والموشح للمرزباني: ص60. [3] شعراء النصرانية: ص640. [3] – ديوانه:
لعل أقدم نشرة لديوان النابغة نشرة ديرنبورج له في المجلة الآسيوية "1868-1869" وقد استخرجها من شرح الشنتمري للدواوين الستة، وهي دواوين امرئ القيس والنابغة وزهير وطرفة وعنترة وعلقمة بن عبدة. وسبق أن قلنا في حديثنا عن ديوان امرئ القيس إن هذا الشرح يحتفظ برواية الأصمعي لتلك الدواوين، وبعد أن يفرغ منها يضيف إليها بعض قصائد من رواية الكوفيين. وقد اعتمد ديرنبورج في نشرته لديوان النابغة على مخطوطتين من شرح الشنتمري وجدهما في
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 275