responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 287
ما قُلتُ مِن سَيِّئٍ مِمّا أَتَيتَ بِهِ ... إِذًا فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ يَدي
إِلّا مَقالَةَ أَقوامٍ شَقيتُ بِها ... كانَت مَقالَتُهُم قَرعًا عَلى الكَبِدِ1
إِذًا فَعاقَبَني رَبّي مُعاقَبَةً ... قَرَّت بِها عَينُ مَن يَأتيكَ بِالفَنَدِ2
أُنبِئتُ أَنَّ أَبا قابوسَ أَوعَدَني ... وَلا قَرارَ عَلى زَأرٍ مِنَ الأَسَدِ3
مَهلًا فِداءٌ لَكَ الأَقوامُ كُلُّهُمُ ... وَما أُثَمَّرُ مِن مالٍ وَمِن وَلَدِ4
لا تَقذِفَنّي بِرُكنٍ لا كِفاءَ لَهُ ... وَإِن تَأَثَّفَكَ الأَعداءُ بِالرِفَدِ[5].
وواضح أنه يقسم له بأيمانه الوثنية المغلظة أنه بريء مما يتهم به من غدر، ويستنزل غضب ربه عليه إن كان غير صادق، ولتشلَّ يده إن كان ما يقول الوشاة صحيحًا. ولا يلبث أن يصور نفسه ضعيفًا أمام النعمان وقوته وبطشه، ويمثله أسدًا جائعًا يزأر، وقد وقع منه موقع الفريسة. وسرعان ما يعود إلى الاستعطاف؛ فالناس جميعًا من غساسنة وغير غساسنة فداء النعمان، بل إنه ليفديه بماله وولده، ويقول له لا ترمني بما لا أطيق منك، وأنت الذي لا يستطيع الأعداء مهما تآزروا أن يثبتوا له. ويخرج من ذلك إلى مديحه، ثم يعود إلى استعطافه فيقول:
فَما الفُراتُ إِذا هَبَّ الرِياحُ لَهُ ... تَرمي أَواذِيُّهُ العِبرَينِ بِالزَبَدِ6
يَمُدُّهُ كُلُّ وادٍ مُترَعٍ لَجِبٍ ... فيهِ رِكامٌ مِنَ اليَنبوتِ وَالخَضَدِ7
يَظَلُّ مِن خَوفِهِ المَلّاحُ مُعتَصِمًا ... بِالخَيزُرانَةِ بَعدَ الأَينِ وَالنَجَدِ8
يومًا بأجود منه سَيْبَ نافلةٍ ... ولا يحولُ عطاءُ اليوم دون غَدِ9

1 القرع: الضرب.
2 الفند: الكذب.
3 أبو قابوس: النعمان بن المنذر.
4 أثمر: أنمى وأجمع.
[5] الكفاء: النظير والمثل. تأثف: تجمع. الرفد: الجماعات من الناس.
6 أواذيه: أمواجه. العبرين: الشاطئين.
7 مترع: مملوء. لجب: ذو صوت شديد. الينبوت: شجر. الخضد: المحطم من الأشجار.
8 الخيزرانة: سكان السفينة. الأين: التعب. النجد: الكرب.
9 سيب: عطاء. نافلة: زيادة يريد أن عطاءه وفر.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست