responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 288
هَذا الثَناءُ فَإِن تَسمَع بِهِ حَسَنًا ... فَلَم أُعَرِّض أَبَيتَ اللَعنَ بِالصَفَدِ1
ها إِنَّ ذي عِذرَةٌ إِلّا تَكُن نَفَعَتْ ... فَإِنَّ صاحِبَها مُشارِكُ النَّكَدِ2
وقد بدأ فشبهه بالفرات في كرمه، ثم أخذ يصف الفرات في ارتفاع فيضانه، وعمد إلى تفصيل الصورة، حتى يبرزها وحتى يظهر مقدرته الفنية في دقة التصوير؛ فهو قد علت أمواجه ورمت شاطئيه بالزبد، وهو ينساب حاملًا ما يقتلعه من الأشجار والنباتات، وإنه ليعصف بكل ما عليه حتى لنرى الملاح معتصمًا في مركبه بسكانها يخشى الغرق. وقد نفى أن يكون الفرات في فيضانه أكرم من النعمان وأكثر سَيْبًا. ودائمًا يحاول النابغة أن يخترع مثل هذه الصورة، ليدل على براعته. ونراه يعود إلى استعطاف النعمان، وأنه قدم له هذا الثناء لا يبغي به نواله؛ وإنما يبغي رضاه، وأنه إن لم يقبل اعتذاره ألقى به في مهاوي النكد والهم. ومن بديع اعتذاراته قصيدته العينية، وفيها يقول:
وَعيدُ أَبي قابوسَ في غَيرِ كُنهِهِ ... أَتاني وَدوني راكِسٌ فَالضَواجِعُ3
فَبِتُّ كَأَنّي ساوَرَتني ضَئيلَةٌ ... مِنَ الرُقشِ في أَنيابِها السُمُّ ناقِعُ4
يُسَهَّدُ مِن لَيلِ التَمامِ سَليمُها ... لِحَليِ النِساءِ في يَدَيهِ قَعاقِعُ5
تَناذَرَها الراقونَ مِن سوءِ سُمِّها ... تُطَلِّقُهُ طَورًا وَطَورًا تُراجِعُ6
أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لُمتَني ... وَتِلكَ الَّتي تَستَكُّ مِنها المَسامِعُ7

1 الصفد: العطاء. أبيت اللعن: تحية كانوا يحيون بها ملوكهم.
2 عذرة: اعتذار. مشارك النكد: حليف نكد وهم.
3 في غير كنهه: كنهه: حقيقته، يريد على غير ذنب منه. راكس: واد في منازل بني أسد. الضواجع: منحنى الوادي.
4 ساورتني: لدغتني. ضئيلة: أفعى دقيقة الجسم. الرقش: جمع رقشاء، وهي المنقطة نقطًا بيضاء وسوداء. ناقع قاتل.
5 يسهد: يمنع من النوم. ليل التمام: أطول ليالي الشتاء السليم: الملدوغ. قعاقع: أصوات. كانوا يجعلون الحلى في يد الملدوغ اعتقادًا منهم بأنها تشفيه.
6 يقول من خبثها لا تجيب الراقي. بل مرة تجيب ومرة لا تجيب. تناذرها الراقون: خوف بعضهم بعضًا منها.
7 تستك: تضيق.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست