responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 310
إِذا السَنَةُ الشَهباءُ بِالناسِ أَجحَفَت ... وَنالَ كِرامَ المالِ في الحجرَةِ الأَكلُ1
رَأَيتُ ذَوي الحاجاتِ حَولَ بُيوتِهِم ... قَطينًا بِها حَتّى إِذا نَبَتَ البَقلُ2
هُنالِكَ إِن يُستَخبَلوا المالَ يُخبِلوا ... وَإِن يُسأَلوا يُعطوا وَإِن يَيسِروا يُغلوا3
وَفيهِم مَقاماتٌ حِسانٌ وُجوهُهُم ... وَأَندِيَةٌ يَنتابُها القَولُ وَالفِعلُ4
عَلى مُكثِريهِم رِزقُ مَن يَعتَريهِمُ ... وَعِندَ المُقِلّينَ السَماحَةُ وَالبَذلُ5
وَإِن جِئتَهُم أَلفَيتَ حَولَ بُيوتِهِم ... مَجالِسَ قَد يُشفى بِأَحلامِها الجَهلُ6
وَإِن قامَ فيهِم حامِلٌ قالَ قاعِدٌ ... رَشَدتَ فَلا غُرمٌ عَلَيكَ وَلا خَذلُ7
وَما يَكُ مِن خَيرٍ أَتَوهُ فَإِنَّما ... تَوارَثَهُ آباءُ آبائِهِم قَبلُ
وَهَل يُنبِتُ الخَطِّيَّ إِلّا وَشيجُهُ ... وَتُغرَسُ إِلّا في مَنابِتِها النَخلُ8
وهو يستمر هنا في مديحه لهم بالكرم في السنين المجدبة؛ حتى إن الناس ليرحلون إليهم ويقطنون حول خيامهم، وكلما سألوهم شيئًا وهبوه لهم. وهم في أثناء ذلك يقامرون بخير إبلهم؛ حتى يطعموها السائلين والمحتاجين. ولما استتم هذه الصورة وصفهم بجمال الوجوه وجمال الكلام في مجالسهم، ولم يُخْل مكثرًا ولا مقلًا منهم من سماحة وفضل وبر. وأشاد بمجالسهم، وأنهم عقلاء حلماء يشفون بآرائهم الصائبة جهل الجهلاء. وهم متعاونون، إن حمل منهم أحد حمالة لم يخذلوه؛ بل أعانوه. وذكر فضل آبائهم وأحسابهم. فقال إنهم ورثة مجد قديم توارثه الأبناء عن الآباء، وساق دليلًا على ذكاء الفروع بذكاء الأصول من الرماح والنخيل، فلا يولد الكريم إلا في البيت الكريم.
وقد ظل زهير على شاكلة هذه القصيدة وسابقتها يدبج مدائحه في هرم بن سنان،

1 السنة الشهباء: المجدبة. الحجرة: السنة شديدة البرد.
2 قطينًا: ساكنين.
3 استخبال المال: أن يسألوهم شيئًَا فيعطوهم إياه. ييسروا: يتقامروا. يغلوا: يختاروا سمان الإبل.
4 المقامات والأندية: المجالس.
5 يعتريهم: ينزل بهم.
6 الجهل: الحمق.
7 الحامل: الذي يحمل الحمالة، وهي الدية، ويريد أي مغرم.
8 الخطي: الرماح، ووشيجه: أغصانه.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست