responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 311
ومن أروعها داليته التي رواها المفضل الضبي والتي يقول فيها مصورًا كرمه وشجاعته وفصاحته وسبقه إلى المآثر المحمودة:
سَواءٌ عَلَيهِ أَيَّ حينٍ أَتَيتَهُ ... أَساعَةَ نَحسٍ تُتَّقى أَم بِأَسعُدِ1
وَمِدرَهُ حَربٍ حَميُها يُتَّقى بِهِ ... شَديدُ الرِجامِ بِاللِسانِ وَبِاليَدِ2
إِذا اِبتَدَرَت قَيسُ بنُ عَيلانَ غايَةً ... مِنَ المَجدِ مَن يَسبِق إِلَيها يُسَوَّدِ
سَبَقتَ إِلَيها كُلَّ طَلقٍ مُبَرِّزٍ ... سَبوقٍ إِلى الغاياتِ غَيرَ مُجَلَّدِ3
فَلَو كانَ حَمدٌ يُخلِدُ الناسَ لَم تَمُت ... وَلَكِنَّ حَمدَ الناسِ لَيسَ بِمُخلِدِ
فهو يعطي في السعة وفي القلة، ويدفع عن قومه بلسانه وبيده وسلاحه، وإذا تسابق الناس إلى غاية من غايات المجد كن السابق المجلى، ولو أن حمدًا يخلد به مستحقه؛ لكان هرم أول خالد لكثرة مناقبه ومكارمه.
وله فيه قصيدة رائية بديعة يقول في تضاعيفها:
دَع ذا وَعَدِّ القَولَ في هَرَمٍ ... خَيرِ البُداةِ وَسَيِّدِ الحَضرِ
وَلَنِعمَ حَشوُ الدِرعِ أَنتَ إِذا ... دُعِيَت نَزالِ وَلُجَّ في الذُعرِ4
حَدِبٌ عَلى المَولى الضَريكِ إِذا ... نابَت عَلَيهِ نَوائِبُ الدَهرِ5
وَيَقيكَ ما وَقّى الأَكارِمَ مِن ... حوبٍ تُسَبُّ بِهِ وَمِن غَدرِ6
وَلَأَنتَ تَفري ما خَلَقتَ وَبَعضُ ... القَومِ يَخلُقُ ثُمَّ لا يَفري 7
وَالسِترُ دونَ الفاحِشاتِ وَما ... يَلقاكَ دونَ الخَيرِ مِن سِترِ
أُثني عَلَيكَ بِما عَلِمتُ وَما ... سَلَّفتَ في النَجَداتِ وَالذِكرِ

1 يريد بساعتي النحس والسعد أوقات القلة والكثرة في المال.
2 المدره: المدافع عن قومه. وحمى الحرب: شدتها: والرجام: المراماة في الحرب وفي الخطب والكلام.
3 الطلق هنا: المعطاء، وأصله الفرس السابق الذي لا يلوي على شيء، المجلد: الذي يضرب ويجلد. والتشبيه واضح.
4 الدعاء في الحرب نزال: حين تشتد فيتداعى الفرسان بالنزول عن الخيل والتقارع بالسيوف. ولج في الذعر: اشتد الخوف.
5 الضريك: الفقير المجهد.
6 الحوب: الإثم.
7 تفري: تقطع. يخلق: يقدر. يريد أنه إذا عزم على أمر أنفذه.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست