نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 326
تَزَوَّد إِلى يَومِ المَماتِ فَإِنَّهُ ... وَلَو كَرِهَتهُ النَفسُ آخِرُ مَوعِدِ
وإذا أخذنا نقرأ في أشعاره لقيتنا فيها حكم كثيرة، وهو ينثرها نثرًا خلال الموضوعات المختلفة التي يلم بها، فمن ذلك قوله:
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ يَومًا لِحاجَةٍ ... مَضَت وَأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو1
وقوله الذي أنشدناه:
وَهَل يُنبِتُ الخَطِّيَّ إِلّا وَشيجُهُ ... وَتُغرَسُ إِلّا في مَنابِتِها النَخلُ
وقوله:
كَذَلِكَ خِيمُهُم وَلِكُلِّ قَومٍ ... إِذا مَسَّتهُمُ الضَرّاءُ خيمُ2
وقوله الذي أنشدناه:
فَلَو كانَ حَمدٌ يُخلِدُ الناسَ لَم تَمُت ... وَلَكِنَّ حَمدَ الناسِ لَيسَ بِمُخلِدِ
وقوله:
فَإِنَّ الحَقَّ مَقطَعُهُ ثَلاثٌ ... يَمينٌ أَو نِفارٌ أَو جِلاءُ3
وكان عمر بن الخطاب يعجب بهذا البيت ويتعجب من صحة القسمة فيه، ويقول: لو أدركته لوليته القضاء لحسن معرفته ودقة حكمه4
ولعل في كل ما قدمنا ما يوضح مكانة زهير في الشعر الجاهلي؛ فقد كان شاعرًا من طراز ممتاز، شاعرًا له نظراته في الحياة والأخلاق، وهو إلى ذلك شاعر مصور يحسن أدوات صناعته من جميع وجوهها؛ فقد تمرس بنماذج أوس وغيره من فحول الجاهلية، ولم يكد ينظم أشعاره حتى ذاع اسمه في القبائل؛ فالتمسه بعض الشبان يتعلمون عليه هذه الصناعة الدقيقة التي يحسنها إلى أبعد حد، ونبغ
1 مضت وأجمت: مضت حاجة الأمس ودنت حاجة الغد. ما تخلو: يريد لا يخلو المرء من حاجة فحاجة من عاش لا تنقضي.
2 الخيم: الشيمة والخلق.
3 النفار: المنافرة إلى شيوخ القبائل للحكم. الجلاء: انكشاف الأمر.
4 الصناعتين للعسكري "طبعة عيسى الحلبي" ص342.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 326