responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 337
فقال: لا. وتمضي القصة فتذكر أن علقمة كان قد اختلف مع ابن عمه عامر بن الطفيل على سيادة القبيلة، وتنافرا منافرة حادة، اشترك فيها كثير من الشعراء، فكان مع علقمة مروان بن سُراقة والحطيئة ومع عامر لبيد الشاعر المشهور؛ ولما لم يجر علقمة الأعشى من الموت أتى عامر بن الطفيل فقال له: أجرني قال: قد أجرتك، قال: من الجن والإنس؟ قال: نعم، قال: ومن الموت. قال: نعم. قال: وكيف تجيرني من الموت؟ قال: إن مت وأنت في جواري بعثت إلى أهلك الدية، فقال: الآن علمت أنك قد أجرتني من الموت؛ فمدح عامرًا وهجا علقمة[1].
والأعشى في شعره لا يعيش لمديح السادة والأشراف وأخذ نوالهم فحسب؛ بل هو يعيش أيضًا لقبيلته ومنازعاتها الكبيرة مع بكر ضد الفرس؛ ففي ديوانه مطولة يهددهم فيها ويتوعدهم كما يتوعد من يقف معهم من العرب مثل إياد[2]، وهو يعيش كذلك في منازعات قبيلته مع بني شيبان، فيتعرض بالوعيد والتهديد ليزيد بن مسهر الشيباني، على نحو ما تصور ذلك معلقته. فإذا حدثت منازعات صغرى بين عشيرته وأبناء عمومتهم من عشائر قيس بن ثعلبة ناصرها ذاكرًا ما بينهم وبينها من أواصر الرحم، على نحو ما نرى في قصائده التي وجهها إلى بني جَحْدر وبني عبدان. وقد اصطدم عند الأخيرين بشاعرهم جُهُنَّام، فتهاجيا طويلًا.
ويقال إنه لما سمع بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وانتصاراته وانتشار دعوته رغب في الوفود عليه ومديحه، وعلمت قريش بذلك فتعرضت له تمنعه، وكان مما قاله له أبو سفيان بن حرب: إنه ينهاك عن خلال ويحرِّمها عليك، وكلها بك رافق ولك موافق، قال: وما هن؟ فقال أبو سفيان: الزنا والقمار والربا والخمر؛ فعدل عن وجهته، وأهدته قريش مائة من الإبل، فأخذها وانطلق إلى بلده معرضًا عن الرسول ودعوته؛ فلما كان بقاع منفوحة رمى به بعيره، فقتله[3] سنة629 للميلاد. وهذه الخلال التي ذكرها أبو سفيان والتي جعلته يصد عن لقاء الرسول الكريم تدل على أنه كان وثنيًّا مغرقًا في وثنيته، وفي شعره نفسه ما يصور معالم هذه الوثنية،

[1] انظر في هذه المنافرة وصلة الأعشى بها الأغاني: "طبعة الساسي" 15/ 55 وديوان الأعشى: ص165.
[2] الديوان: القصيدة رقم 34.
[3] أغاني: 9/ 125 وما بعدها والشعر والشعراء: 1/ 212.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست