responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 343
ومثلها القصيدة رقم 15 التي أنشد فيها منتحلها قسمه بئوبى راهب اللج فقال:
فَإِنّي وَثَوبي راهِبِ اللُجِّ وَالَّتي ... بَناها قُصَيٌّ وَالمُضاضُ بنُ جُرهَمِ1
وحقًّا إنه أضاف إلى ثياب الراهب القسم بالكعبة، ولكن مما يزيد الشبهة في القصيدة أننا نجد فيها هذا البيت، يهجو به خصمه:
وَما جَعَلَ الرَحمَنُ بَيتَكَ في العُلا ... بِأَجيادِ غَربِيِّ الصَفا وَالمُحَرَّمِ2
ولم تشع كلمة الرحمن بين الشعراء إلا في الإسلام أخذًا من قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وقد دارت في القرآن الكريم. ونقف نفس الموقف من القصيدة رقم 23 للبيت الذي مر بنا والذي يقسم به بالمسيح وضرب الراهب للناقوس. ومما لا شك فيه أن قوله في قصيدة النعمان رقم 28:
فَلا تَحسَبَنّي كافِرًا لَكَ نِعمَةً ... عَلَيَّ شَهيدٌ شاهِدُ اللَهِ فَاِشهَدِ
مما يضعفها؛ لأنه يلخص فكرة الملائكة الشاهدين المعروفة في الإسلام. وقد شك ابن قتيبة في القصيدة رقم35 وبها بيت القدر الذي أنشده يحيى بن متى فيما أسلفنا. وتكاد تكون القصيدة رقم66 في كثير من أبياتها نظمًا لمواد قرآنية على هذه الشاكلة:
وَرَبَّكَ لا تُشرِك بِهِ إِنَّ شِركَهُ ... يَحُطُّ مِنَ الخَيراتِ تِلكَ البَواقِيا
بَلِ اللَهَ فَاِعبُد لا شَريكَ لِوَجهِهِ ... يَكُن لَكَ فيما تَكدَحُ اليَومَ راعِيا
وقد مضى واضعها يدعو إلى تقوى الله وصلة الرحم ورد الأمانات إلى أهلها والتعفف عن الجارة، ويقول محذرًا من معصية الله: "فإنك لا تخفى على الله خافيا" ويقول أيضًا: "كفى بكلام الله عن ذاك ناهيا"؛ فلا شك في أن هذه القصيدة إسلامية. على أنها تلفتنا إلى شيء مهم، وهو أن الأعشى أضيفت إليه أشعار تذهب مذهب العظة والاعتبار، ولا نرتاب في أن يحيى بن متى لعب في ذلك.

1 اللج: غدير عند دير هند. ويريد بثوبيه أعماله الصالحة. ومعروف أن أمر الكعبة كان إلى جرهم ثم صار إلى قصي.
2 أجياد: موضع في بطحاء مكة، والفناء المحرم: حرم مكة.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست