responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 350
وَجَدتَ عَلِيًّا بانِيًا فَوَرِثتَهُ ... وَطَلقًا وَشَيبانَ الجَوادَ وَمالِكا1
بُحورٌ تَقوتُ الناسَ في كُلِّ لَزبَةٍ ... أَبوكَ وَأَعمامٌ هُمُ هَؤُلائِكَا2
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ كَفَّيكَ بِالنَدى ... تَجودانِ بِالإِعطاءِ قَبلَ سُؤالِكا
يَقولونَ في الإِكفاءِ أَكبَرُ هَمِّهِ ... أَلا رُبَّ مِنهُم مَن يَعيشُ بِمالِكا3
وَجَدتَ اِنهِدامَ ثُلمَةٍ فَبَنَيتَها ... فَأَنعَمتَ إِذ أَلحَقتَها بِبِنائِكا4
وَرَبَّيتَ أَيتامًا وَأَلحَقتَ صِبيَةً ... وَأَدرَكتَ جَهدَ السَعيِ قَبلَ عَنائِكا5
وَلَم يَسعَ في العَلياءِ سَعيَكَ ماجِدٌ ... وَلاذو إِني في الحَيِّ مِثلَ إنائِكا 6
فإنك تحس المبالغة في المديح واضحة، وهو يمزجها بالتبذل في السؤال تبذلًا لم يعرف في عصره. وكل ذلك واضح فيه رقة اللهجة وأن الأعشى من ذوق يخالف ذوق الجاهليين، وهو ذوق جاءه من طول اختلاطه بأهل الحضر.
ولا نشك في أن هذا الذوق هو الذي جعله في أهاجيه ينحو نحو السخرية من مهجوه في كثير من شعره؛ وكأنما يجد فيه مرارة أشد وألذع من مرارة الهجاء المقذع. واقرأ معلقته أو قصيدته السادسة في الديوان التي وجه بها إلى يزيد بن مسهر الشيباني، وكان قد قتل أحد بني قيس بن ثعلبة رجلًا من قومه؛ فحمسهم للثأر لقتيلهم، فتعرض له الأعشى يهدده ويهجوه مستهلًا تهديده وهجاءه بقوله:
أَبلِغ يَزيدَ بَني شَيبانَ مَألُكَةً ... أَبا ثُبيتٍ أَما تَنفَكُّ تَأتَكِلُ7
أَلَستَ مُنتَهِيًا عَن نَحتِ أَثلَتِنا ... وَلَستَ ضائِرَها ما أَطَّتِ الإِبِلُ8

1 واضح من الشطر الثاني أن مالكًا وشيبان وطلقًا أعمام هوذة.
2 لزبة: شدة وأزمة.
3 يريد بالشطر الأول أن ممدوحه يتهم بأنه يظلم أكفاءه.
4 الثلمة: فرجة المهدوم أو ما فيه من شقوق.
5 هكذا رواية البيت في المخطوطة اليمنية وبه بعض الاضطراب في الديوان.
6 إنى: مقصور إناء.
7 مألكة: رسالة. تأتكل: تسعى بالشر أو تغضب وتغلي حتى لكأنك تأكل نفسك.
8 الأثلة: شجرة. ونحت أثلته: تنقصه وعابه. أطت: أنت: ويريد بقوله ما أطت الإبل التأبيد.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست