responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 356
وَقَد غَدَوتُ إِلى الحانوتِ يَتبَعُني ... شاوٍ مِشَلٌّ شَلولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ1
في فِتيَةٍ كَسُيوفِ الهِندِ قَد عَلِموا ... أَن لَيسَ يَدفَعُ عَن ذي الحيلَةِ الحِيَلُ
نازَعتُهُم قُضُبَ الرَيحانِ مُتَّكِئًا ... وَقَهوَةً مُزَّةٌ راوُوقُها خَضِلُ2
لا يَستَفيقونَ مِنها وَهيَ راهَنَةٌ ... إِلّا بهاتٍ وَإِن عَلَّوا وَإِن نَهلوا3
يَسعى بِها ذو زُجاجاتٍ لَهُ نُطَفٌ ... مُقَلِّصٌ أَسفَلَ السِربالِ مُعتَمِلُ4
وَمُستَجيبٍ تَخالُ الصَنجَ يَسمَعُهُ ... إِذا تُرَجِّعُ فيهِ القَينَةُ الفُضُلُ5
وَالساحِباتُ ذُيولَ الخَزِّ آوِنَةً ... وَالرافِلاتُ عَلى أَعجازِها العِجَلُ6
مِن كُلِّ ذَلِكَ يَومٌ قَد لَهَوتُ بِهِ ... وَفي التَجارِبِ طولُ اللَهوِ وَالغَزَلُ
وهو يصف في الأبيات يومًا من أيام لهوه غدا فيه إلى خمار مع رفيق ناشط خفيف الحركة طيب النفس في فتية كسيوف الهند مضاء وقوة ورونقًا. ويقول إنهم تجاذبوا أغصان الريحان وخمرة مزة ما زالوا يتعاطونها، فراووقها لا يجف، وهم لا يسأمون من تعاطيها ولا يفيقون من شربها إلا ليقولوا للساقي: هات، ويكررون هذه اللفظة مهما شربوا. ويصف الساقي بأنه غلام أو شاب حدث، كان يعلق في أذنه قرطًا ويلبس قميصًا قصيرًا، وقد طبع على العمل بجد ونشاط. ويضيف إلى ذلك وصف عود كانت ألحانه تتسق مع صنج كانت تعزف عليه وتغني قينة في ثوب واحد رقيق، ومن ورائها نساء ترفل في ثياب الخز والحرير، وقد علت أعجازهن كأنها قرب ممتلئة؛ فهي تهتز وترتج. ويختم أبياته بأنه تمتع بكل ذلك

1 غدوت: ذهبت. شاو: يشوي اللحم. ومعنى مشل شلول شلشل شول أنه خفيف الحركة نشيط.
2 قضب: جمع قضيب وهو الغصن، القهوة: الخمر الراووق: الوعاء الذي تروق فيه الخمر. خضل: ندى، كنى بذلك عن اتصال شربهم.
3 علوا: من العلل وهو الشرب بعد الشرب تباعًا، نهلوا: من النهل، وهو أول الشرب إلا بهات: إلا بمقدار قولهم هات.
4 ذو زجاجات: يريد الساقي. نطف: جمع نطفة وهي القرط به لؤلؤة صافية مقلص أسفل السربال: قصير القميص معتمل: مطبوع على العمل والنشاط.
5 المستجيب: العود ذو الأوتار لأنه يجيب صاحبه كما يجيب الصنج وهو الآخر من آلات الطرب: وجعل الصنج يسمعه كناية بذلك عن اتساق ألحانهما. القينة: الأمة المغنية. الفضل: اللابسة ثوبًا واحدًا.
6 العجل: جمع عجلة بكسر العين وسكون الجيم وهي قربة الماء
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست