responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 369
ينالا شرف النصر جميعًا. ويلمع أمام عينيه يوم فيف الريح وما أظهر فيه من بسالة، ويقول إنه لم يبرح موضعه في ميدان القتال؛ حتى غرق نحره وصدر فرسه بالدماء.
واشتهر عامر كما مر بنا بمنافرته لعلقمة بن عُلاثة ابن عمه؛ بسبب منافستهما على سيادة عشيرتهما، وقد احتكما إلى هرم بن قطبة الفزاري، فسوى بينهما –كما مر بنا- في عبارته المأثورة إذ قال لهما: "أنتما كركبتي البعير الأدْرَم –الفحل- تقعان إلى الأرض". وقد تقدم أن الأعشى كان ممن وقفوا في صف عامر ضد علقمة.
وقد وفد عامر على الرسول، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، سنة تسع للهجرة؛ غير أن الله لم يوفقه للإسلام؛ فمضى على وجهه، والرسول غضبان عليه، ولم يلبث أن مات بالطاعون عن اثنتين وستين سنة.
ولا نغلو إذا قلنا إن أهم فارس احتفظت به ذاكرة العرب في أجيالهم التالية إلى يومنا الحاضر هو عنترة بن شداد1 "وقيل: ابن عمرو بن شداد" العبسي، وكان أبوه من أشراف عبس، أما أمه فكانت حبشية يقال لها زبيبة، وقد ورث عنها سواده، ولذلك كان يعد من أغربة العرب، كما ورث عنها تشقق شفتيه، ولذلك كان يقال له: عنترة الفلحاء. وكان من عادة العرب في الجاهلية إذا استولدوا الإماء أن يسترقوا أبناءهم ولا يلحقوهم بأنسابهم إلا إذا أظهروا نجابة وشجاعة. ومن ثم لم يعترف شداد بعنترة ابنًا له إلا بعد ما أبداه من بسالة في حروب داحس والغبراء وغيرها. وقد ظل يذكر هذا الجرح الذي أصابه في الصميم، وفي ذلك يقول2:
إِنّي اِمرُؤٌ مِن خَيرِ عَبسٍ مَنصِبًا ... شَطرِي وَأَحمي سائِري بِالمُنصُلِ3
وَإِذا الكَتيبَةُ أَحجَمَت وَتَلاحَظَت ... أُلفيتُ خَيرًا مِن مُعَمٍّ مُخوَلِ4
وواضح أنه يشير إلى كرم أصله الأبوي في شطره الأول، أما شطره الثاني من جهة أمه فتنوب عنه شجاعته واقتحامه للحروب حتى غدا في قومه خيرًا ممن

1 انظر في عنترة الأغاني "طبعة دار الكتب": 8/ 237 والشعر والشعراء: 1/ 204. وما بعدها. والخزانة: 1/ 59. وراجع ديوانه برواية الأصمعي، في مخطوطة الشنتمري "شرح الدواوين الستة" بدار الكتب المصرية. وقد طبع مصطفى السقا نص المخطوطة بشرح مختصر في مجموعة "مختار الشعر الجاهلي" وطبع الديوان طبعات أخرى في بيروت والقاهرة وليدن.
2 مختار الشعر الجاهلي: ص388.
3 منصبًا: أصلًا. المنصل: السيف.
4 تلاحظت: نظرت من يقدم على العدو.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست