responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 388
3- شعراء آخرون:
مرَّ بنا في غير هذا الموضع أن جماعات من اليهود نزلت في أواخر القرن الأول للميلاد وأوائل الثاني بالمدينة والواحات المنثورة في شماليها بالحجاز مثل فدك وخيبر ووادي القرى وتيماء. واضطرتهم مواطنهم الجديدة إلى تعلم العربية، وإن ظلوا على دينهم. ومما يلفت النظر أنهم لم يتركوا أي أثر مكتوب. وقد عني هؤلاء اليهود بالزراعة والصناعات اليدوية. وأخبارهم في الجاهلية توحي بأن العرب لم يأمنوهم؛ إذ كانوا يعدونهم من أعدائهم، وكانوا يزدرونهم ازدراءً شديدًا. ومن يتابع موقفهم من الإسلام وكيف أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم اضطر – لكيدهم له ونقضهم لما بينهم وبينه من عهود موثقة مرارًا وتكرارًا- إلى إجلائهم عن المدينة، وأتم عمر من بعده هذا الإجلاء عن الجزيرة، من يتابع ذلك يعرف أن العرب كانوا في الجاهلية يجفونهم وينفرون منهم ومن دينهم؛ فلم يؤثروا فيهم شيئًا، وعلى العكس نجد اليهود يتعلمون العربية، وينفذ بعضهم إلى النظم بها.
على أنه ينبغي أن نحتاط إزاء ما يحدثنا الرواة عن شعرائهم وأشعارهم، فلا نثق بكل ما رووه في هذا الصدد، فقد يكون بعض أبناءهم ممن أسلموا هم الذين زيفوا هذه الأشعار ووضعوها على ألسنتهم. ويظهر أن هذا الوضع قديم فنحن نجد ابن سلام يفتح لشعرائهم فصلًا[1] في كتابه "طبقات فحول الشعراء" يسوق فيه ذكر ثمانية من شعرائهم وينشد لكل شاعر بعض ما اشتهر له، وهم على التوالي: السموأل بن الغريض بن عادياء، والربيع بن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف، وشريح بن عمران، وشعية بن الغريض أخو السموأل، وأبو قيس بن رفاعة، وأبو الذيال ودرهم بن يزيد. ويضيف أبو الفرج في الأغاني[2] وابن هشام في السيرة النبوية أسماء أخرى مثل أوس بن دنيّ وسماك والغريض بن السموأل.

[1] ابن سلام: ص235.
[2] الاغاني "طبعة الساسي" 19/ 94 وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست