responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 407
ويقال: إنه لحق الإسلام، وحاول أن يعلن إسلامه فركب متوجهًا إلى الرسول، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم؛ غير أنه مات في الطريق. وتدور على لسانه حكم وأمثال كثيرة، وقد ساق السيوطي في المزهر طائفة منها نقلًا عن ابن دريد في أماليه، وهي تجري على هذا النسق1:
"رُبَّ عُجلةٍ تهب رَيْثًا"[2]. "ادَّرِعوا الليل فإن الليل أخفى للويل". "المرء يعجز لا محالة". "لا جماعة لمن اختلف لكل امرئ سلطان على أخيه حتى يأخذ السلاح؛ فإنه كفى بالمشرفية واعظًا". "أسرع العقوبات عقوبة البغي". "شر النصرة التعدي". "آلم الأخلاق أضيقها". "أسوأ الآداب سرعة العقاب". "رُبَّ قول أنفذ من صول"[3]. "الحرُّ حر وإن مسه الضر". "العبد عبد وإن ساعده الجد"[4]. "إذا فزع الفؤاد ذهب الرقاد". "رُبَّ كلام ليس فيه اكتتام". "حافظ على الصديق ولو في الحريق". "ليس من العدل سرعة العَذْل". "ليس بيسير تقويم العسير". "إذا بالغت في النصيحة هجمت بك على الفضيحة". "لو أنصف المظلوم لم يبق فينا ملوم". "قد يبلغ الخضم بالقضم"[5]. "استأن أخاك فإن مع اليوم غدًا". "كل ذات بعل ستَئِيمُ"[6]. "الحر عزوف". "لا تطمع في كل ما تسمع".
وعامر مثل أكثم يدخل في المعمرين[7]، ويقال إنه "لما أسنَّ واعتراه النسيان أمر ابنته أن تَقْرَعَ بالعصا إذا هو فَهّ[8] عن الحكم وجار عن القصد. وكانت من حكيمات العرب حتى جاوزت في ذلك مقدار صُحَر بنت لقمان، وهند بنت الخُسّ، وجمعة بنت حابس. وقال المتلمس في ذلك:
لذي الحِلْم قبل اليوم ما تُقْرَعُ العَصَا ... وما عُلِّم الإنسانُ إلا ليعلما9"
وكان مثل أكثم حكمًا للعرب تحتكم إليه، وافتخر بذلك ذو الإصبع العدواني في بعض شعره فقال10:

1 المزهر للسيوطي "طبعة الحلبي": 1/ 501.
[2] الريث: البطء أي رب عجلة تفوت على صاحبها حاجته.
[3] الصول: الاستطالة في الحرب.
[4] الجد: الخط.
[5] الخصم: الأكل ملء الفم. القضم: الأكل بأطراف الأسنان.
[6] تئيم: يهلك عنها الزوج.
[7] انظر المعمرين: ص44 وأمثال الميداني في المثل: إن العصا قرعت لذي الحلم.
[8] فه: حاد وجار وانحرف.
9 البيان والتبيين: 3/ 38.
10 الأغاني: "طبعة دار الكتب" 3/ 90.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست