responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 411
القعقاع بن معبد التميمي وخالد بن مالك النهشلي إلى ربيعة بن حذار الأسدي[1] واستخدموها في الحض على القتال وبعث الوجدة في نفوس قبائلهم ودفعها إلى نيران الحرب وتراميهم في أوارها كأنهم الفراش، يقول أبو زُبَيْد الطائي2:
وخطيبٍ إذا تمعَّرتِ الأَوْ ... جُهُ يومًا في مَأْقِطٍ مشهودِ3
ويقول عامر المحاربي في مديح قومه4:
وهم يَدْعَمُونَ القولَ في كل موطنٍ ... بكل خطيبٍ يترك القوم كُظَّما5
يقول فلا يَعْيا الكلامَ خطيبُنا ... إذا الكربُ أَنْسى الجِبْسَ أن يتكلما6
وكما كان يدعو خطباؤهم إلى الحرب وسفك الدماء كانوا يدعون إلى الصلح وإصلاح ذات البين، وأن تضع الحرب أوزارها، يقول ربيعة بن مقروم الضبي7:
ومتى تَقُمْ عند اجتماع عشيرةٍ ... خطباؤنا بين العشيرة يُفْصَلِ
وكانوا كثيرًا ما يخطبون في وفادتهم على الأمراء؛ إذ يقف رئيس الوفد بين يدي الأمير من الغساسنة أو المناذرة؛ فيحييه متحدثًا بلسان قومه. وفي السيرة النبوية ما يصور جانبًا من هذه الوفود؛ إذ وفد كثير منها على الرسول منذ السنة الثامنة، وكان يقوم خطيب الوفد بين يديه متحدثًا، ويرد عليه خطيب الرسول على نحو ما هو معروف عن وفد تميم وخطبة عطارد بن حاجب بن زرارة بين يديه[8]. وكان ذلك سنة شائعة بينهم في الجاهلية حين يفدون على الأمراء أو على من له رياسة وسيادة، يقول أوسل بن حجر في رثاء فضالة بن كلدة9:
أبادُ لَيْجَةَ من يَكْفي العشيرةَ إذ ... أمسوا من الخَطْبِ في نارٍ وبَلْبَالِ
أم من يكون خطيبَ القوم إذ حَفلوا ... لدى الملوك ذوي أيدٍ وأَفْضال10

[1] البيان والتبيين: 2/ 272.
2 البيان والتبيين: 1/ 176.
3 تمعرت الوجوه: تغيرت واصفرت. المأقط: موضع القتال.
4 المفضليات، القصيدة91.
5 كظمًا: جمع كاظم وهو الساكت غيظًا.
6 الجبس: اللئيم المنقطع.
7 أغاني "ساسي": 19/ 93.
[8] تاريخ الطبري، القسم الأول: ص1711 والأغاني "طبعة دار الكتب": 4/ 146.
9 نقد الشعر لقدامة "طبعة الجوائب": ص35 وديوان أوس "طبعة بيروت" ص103.
10 أيد: قوة.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست