responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 45
ساءت العلاقات بينه وبين قُباذ ملك الفرس في أوائل حكمه، ولعل ذلك يرجع إلى أن قباذ اعتنق المزدكية واتخذها دينًا رسميًّا للدولة وحاول أن يفرضها على المناذرة؛ فأبى المنذر؛ فعزله وولى مكانه الحارث بن عمرو وأمير كندة؛ ولكن الأمور سرعان ما تطورت فتوفيَّ قباذ وخلفه كسرى أنو شروان وكان يكره المزدكية والمزدكيين؛ فأعاد المنذر إلى حكم الحيرة، ونشبت بينه وبين الحارث الكندي وأبنائه سلسلة حروب قضت عليهم جميعًا. وربما كان من أسباب القضاء عليهم استيلاء الجيش على اليمن وانحلال ملك الحميريين هناك منذ سنة 525. ومهما يكن؛ فقد تحولت قبائل نجد وشرقي الجزيرة إلى الحيرة؛ فدان معظمها للمنذر بالولاء، ويظهر أنه مد سلطانه إلى عمان كما تحدثنا بذلك الأخبار. وقاد منذ عاد إلى عاصمته سنة 529 حروبًا طاحنة ضد الغساسنة والبيزنطيين كتب له النصر في كثير منها، ونستطيع أن نقف على مدى انتصاراته في هذه الحروب من معاهدة عقدت بين البيزنطيين والفرس سنة 532 أدوَّا له فيها ما أدوه للفرس من أموال. واشتهر بين العرب بأن كان له يومان: يوم نعيم ويوم بؤس؛ فكان أول من يطلع عليه في اليوم الأول يعطيه مائة من الإبل. وأول من يطلع عليه في اليوم الثاني يقتله، وممن قتله في هذا اليوم المشئوم عبيد بن الأبرص. ويقولون إنه راجع نفسه، فأقلع عن هذه العادة السيئة. ويقال أيضًا: إنه قتل -وهو ثمل- نديمين له؛ فلما صحا من سكره وعرف ما قدمت يداه ندم وأمر ببناء صومعتين عليهما، وهما الغَرِيّان اللذان يذكران في أشعار العرب. وقد يكون هذا كله من باب الأسطورة، وربما كان الغريان نصبين من الأنصاب التي كان العرب الوثنيون يهرقون دماء الأضحيات والذبائح عندها. وما زال المنذر يشن الحرب على الغساسنة حتى قتل في يوم حليمة كما أسلفنا.
وخلفه ابنه عمرو بن هند "554- 569م" وينسب إلى أمه دير في الحيرة، وربما كانت نصرانية، أما هو فكان وثنيًّا على دين آبائه، وكان طاغية مستبدًّا، وفيه يقول أحد الشعراء1:
أبَى القلبُ أن يَهْوى السَّديرَ وأهله ... وإن قيل عيشٌ بالسَّدِيرِ غريرُ

1 أغاني "طبعة الساسي" 21/ 126.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست