responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 46
به البَقُّ والحُمَّى وأُسْدُ خَفِيَّة ... وعمرو بن هند يَعْتدي ويجورُ
ولقبه العرب بالمحرِّق؛ لأنه نذر أن يقتل مائة رجل من تميم حرقًا وبر بنذره في يوم أوارة باليمامة، واشتبك مع تغلب وطيء في بعض معاركه، ويظهر أن سلطانه امتد على قبائل كثيرة في شرقي نجد وشماليها وغربيها، وكان بحكم استبداده يتعرض له كثير من الشعراء بالهجاء، وقصته مع طرفة والمتلمس مشهورة. وينسب إليه شعر كان ينظمه، وقد أصبحت الحيرة في عهده مركزًا أدبيًّا مزدهرًا؛ إذ كان يجزل العطاء للشعراء؛ فوفد عليه كثيرون منهم عمرو بن قميئة والمسيَّب بن عَلَس والحارث بن حِلِّزة وعمرو بن كلثوم التغلبي الذي يقال عنه: إن ابن هند لقي مصرعه على يده ثأرًا لكرامة أمه ليلى حين أهينت في بيته.
وولى أمرَ الحيرة بعد عمرو قابوس ثم المنذر الرابع، ولم تطل مدتهما؛ وبذلك نصل إلى النعمان الثالث ابن المنذر الرابع المكنى بأبي قابوس "580-602" وقد نشأ في حجر أسرة مسيحية هي أسرة عدي بن زيد العبادي، ولعل ذلك سبب تنصره؛ فهو أول من تنصر من ملوك الحيرة الوثنيين. وكان سلطانه يمتد إلى البحرين وعُمان، وكان له قوافل تجارية أو لطائم تجوب الجزيرة. وسار سيرة عمرو بن هند في رعايته للشعراء؛ فوفد على بابه منهم كثيرون مثل أوس بن حَجر والمنخل اليشكري ولبيد والمثقب العبدي وحجر بن خالد الذي يقول فيه1:
سمعت بفعل الفاعلين فلم أجد ... كمثل أبي قابوس حزمًا ونائلًا
وهو ممدوح النابغة الذبياني، وله فيه غير قصيدة، وحدثت جفوة بينهما بسبب وفود النابغة على الغساسنة، وأرسل له بمجموعة طريفة من قصائده يعتذر إليه وهي من أجود ما خلف الجاهليون، وفي إحداها يقول:
نبئت أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرارَ على زأْرٍ من الأَسدِ
وكان الشعراء يتعرضون له بالهجاء أحيانًا وينالون منه، على نحو ما نرى عند يزيد بن الحذاق الشنِّي من بني عبد القيس[2] وعبد قيس بن خفاف البُرْجُميّ

1 الحيوان 3/ 58 والمرزوقي على ديوان الحماسة "طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر" ص 1640
[2] انظر المفضليات "طبع دار المعارف" رقم 78، 79.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست