responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 47
التميمي[1]. ويظهر أن النعمان لم يكن سهل القياد، ويقال: إنه قتل عدي بن زيد فضاق به كسرى الثاني ملك الفرس واستدرجه إلى حاضرته بالمدائن، وألقاه في غيابة السجن، ثم قتله، ويقال إنه رمى به تحت أرجل الفيلة فمزقته إربًا. ولم يول الفرس بعده أحدًا من هذا البيت؛ فقد نصبوا على الحيرة إياس بن قبيصة الطائي، وثارت قبيلة بكر حمية للنعمان على إياس وهزمتهما شر هزيمة في يوم ذي قار. وبقيت الأمور مضطربة حتى استولى على الحيرة خالد بن الوليد سنة 633م.
واحتلت الحيرة وأمراؤها حيزًا كبيرًا في أقاصيص العرب وأخبارهم وأشعارهم؛ فطالما تحدثوا عن الغَرِييَّن وقصرى الخَوَرْنق والسَّدير، وطالما قصوا عن أمرائهم الحقيقيين والأسطوريين مثل جَذيمة الأبرش. ويظهر أن المناذرة عرفوا من تقاليد الملك أكثر مما عرف الغساسنة، وكانوا أوسع منهم سلطانًا؛ إذ دانت لهم بالطاعة اليمامة والبحرين وعمان وقبائل العراق وعلى رأسها بكر وتغلب وكذلك كثير من قبائل نجد وخاصة بعد انحلال مملكة كندة. وعلى نحو ما أكثر الشعراء في مديح النعمان بن المنذر وأسلافه أكثروا من استعطافهم حتى لا تغزوهم جيوشهم[2] وقد يشكون من ثقل الضرائب ومما كانوا يدفعون ويؤدون من الإتاوات في أسواق العراق وفي غير أسواق العراق[3].
وكل الدلائل تدل على أن الحياة كانت مزدهرة في الحيرة قبيل الإسلام، وكان أكثر سكانها من القبائل العربية، وكان يجاورهم العباديون من النصارى، ويظهر أنهم كانوا أخلاطًا من العرب وغير العرب، كما كان يجاورهم الأحلاف من بعض العرب من النبط، سكان العراق من بقايا الأكديين والآراميين وكانوا يحترفون الزراعة. وكانت هناك جالية فارسية، تمتهن بعض المهن والحرف، ويظن أنه كان هناك بعض اليهود. وكانت الحيرة كما قدمنا سوقًا تجاريًّا كبيرًا، وكل ذلك أعد لأن تتحضر، وأن تتأثر بالثقافة الهيلينية الفارسية التي كانت تعم في تلك الأنحاء.

[1] الحيوان 4/ 379.
[2] الأصمعيات "طبعة دار المعارف" رقم 58.
[3] المفضليات رقم 42 البيت 16 17 وقارن مع رقم 41 البيت 17.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست