responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 86
الذي عرفت به في العصور الإسلامية وهو الفلسفة؛ وإنما بمعنى الخبرة المحدودة التي تصورها عبارة من العبارات القصيرة. ومن أمثالهم "في بيته يؤتى الحكم" وهو من يحكم بين الناس في منافراتهم ومفاخراتهم وخصوماتهم. وربما اشتقت الكلمة من هذا المعنى، فالحكم هو العاقل المجرب الذي يحقق بحكمه العدل ويمنع الخصام. وكذلك كانت الحكمة؛ فهي تنبئ عن معرفة الشخص بالحياة، ووقوفه على طرقها المستقيمة التي تهدي إلى سبيل الرشاد.
وكثرت الحكم والأمثال عندهم، وألفت فيها كتب ضخمة في العصر العباسي، من أشهرها كتاب "جمهرة الأمثال" للعسكري و" مجمع الأمثال" للميداني. واشتهر عندهم حكماء كثيرون كانوا يفصلون بينهم ويتناقلون ما يجري على ألسنتهم من وصايا وتعاليم يفيدون منها في حياتهم، يقول الجاحظ: "ومن القدماء ممن كان يذكر بالقدر والرياسة والبيان والخطابة والحكمة والدهاء والنكراء -الفطنة- لقمان بن عاد، ولقيم بن لقمان، ومجاشع بن دارم، وسليط بن كعب بن يربوع ... ولؤي بن غالب، وقس بن ساعدة وقصي بن كلاب. ومن الخطباء البلغاء والحكام والرؤساء أكثم من صيفي وربيعة بن حذار وهرم بن قُطْبة وعامر بن الظرب ولبيد بن ربيعة1". وللقمان سورة في القرآن الكريم، ويقال إنه كانت له حكم معروفة عند الجاهليين جمعوها في صحيفة تدعى مجلة لقمان؛ ففي أخبار سويد بن الصامت أنه "قدم مكة حاجًّا أو معتمرًا، فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الله عز وجل وإلى الإسلام، فقال له سويد: لعل الذي معك مثل الذي معي؛ فقال له رسول الله: "وما الذي معك"؟ قال: مجلة لقمان، يعني حكمة لقمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اعرضها علي"، فعرضها عليه، فقال: "إن هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل منه: قرآن أنزله الله علي، وهو هدى ونور"، فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد، وقال إن هذا القول حسن، ثم انصرف، وقدم المدينة على قومه، فلم يلبث أن قتلته الخزرج، فكان رجال من قومه يقولون: إنا لنراه مات مسلمًا، وكان قتله يوم بُعاث[2].".

1 البيان والتبيين: "طبعة عبد السلام هارون" 1، 365.
[2] أسد الغابة: 2/ 378.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست