responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 94
لبيك اللهم لبيك، لبيك معذرة إليك، وكانت تلبية من نسك لذي الخلصة: لبيك اللهم لبيك، لبيك بما هو أحب إليك..1".
وجعلوا للحج أربعة أشهر معلومات، سموها الأشهر الحرم، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وكان الحج إلى مكة في ثالثها، وفي اسمه ما يدل على أن الحج المعظم للكعبة القرشية كان فيه. وكانت هذه الأشهر حرامًا عندهم فلا يستباح دم، ولا تنشب حروب؛ إلا ما كان من حرب الفجار، وعُدَّت انتهاكًا عظيمًا لحرمات البيت. وكأنما كانت هذه الأشهر هدنة لهم، ومُعينًا لبعدائهم عن الأماكن المقدسة في الوصول إليها؛ دون أن تُمَسَّ نذورهم، وكانوا فيها يتجرون ويمترون ويقيمون أسواقهم كسوق عكاظ.
وكانت هناك جماعات تقوم على سدانة بيوتهم المقدسة، ويسمونها الحجابة، وكانت في مكة لبني عبد الدار، وبجانب هؤلاء السدنة كهان كانوا يدعون معرفة الغيب وأنه سُخِّر لهم طائف من الجن يسترق لهم السمع فيعرفون ما كُتب للناس في ألواح الغد. وممن عُرف بذلك سَطيح الذئبي وشق بن مصعب الأنماري وعوف بن ربيعة الأسدي وسلمة الخزاعي وسواد بن قارب الدوسي وعُزَّى سلمة[2]. ونجد بجانب الكهنة كاهنات مثل الشعثاء والكاهنة السعدية والزرقاء بنت زهير وكاهنة ذي الخلصة[3]. وفي أخبار الإسلام الأولى ما يدل على أنه كان يلحق ببيوت الأصنام بغايا، وكانوا سببًا في ثورة بحضرموت قضى عليها أمية بن أبي المهاجر لعهد أبي بكر الصديق[4].
ولعل في كل ما قدمنا ما يدل على أنهم كانوا يؤمنون إيمانًا واسعًا بالأرواح، وأنها تحل في كل ما حولهم من مظاهر الطبيعة، وكان منها أرواح خيرة، هي الملائكة وأرواح شريرة هي الشياطين. وفي القرآن الكريم: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ} . فكانوا

1 المحبر ص 311.
[2] السيرة النبوية " طبع الحلبي" 1/ 15 والكامل لابن الأثير "طبع ليدن" 1/ 301 وأغاني "طبعة دار الكتب" 9/ 84 وطبعة الساسي 15/ 70 والسيرة الحلبية "طبع بولاق" 1/ 5.
[3] انظر مجمع الأمثال للميداني 1/ 91، 1/ 223، 2/ 54.
[4] المحبر ص 184.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست