responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 95
يزعمون أنها بنات الله، وكانوا يعدونها -كأصنامهم- من شفعائهم عند الله وشركائه، وحكى القرآن اعتقادهم في ذلك؛ إذ يقول جل وعز: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} . وفي القرآن سورة للجن وكانوا يخافونها ويتعبدونها ويجعلون بينها وبين الله نسبًا، يقول جل وعز: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} وفي أساطيرهم أو قل في معتقداتهم أن الجن هي التي تصد الثيران عن الماء حتى تمسك البقر عن الشرب فتهلك.
يقول الجاحظ: وكانوا إذا أوردوا البقر فلم تشرب إما لكدر الماء أو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء؛ لأن البقر تتبعه[1]، فكانوا إذا امتنعت ظنوا ذلك من عمل الجن وإيحائهم. ولهم فيها كثير من الأساطير، عرض لها الجاحظ في الجزء السادس من حيوانه، فتحدث عن مواطنها في رأيهم وأنها تركب النعام والظباء والحشرات وأنها تتصور في صور كثيرة، وتتوالد مع الناس، وقد تستهويهم وتقتلهم أو تخبلهم، ويُسْمَعُ ليلًا عزيفهم وهتافهم، ومنهم من يألف الكهان ويخدمهم وهو الَّرئيّ، ومنهم من صورته على نصف صورة الإنسان ويسمى شِقًّا، ولكل شاعر شيطانه الذي ينفث فيه الشعر. ومنهم السعلاة والغول، وهي من سباعهم، ويزعم تأبط شرًّا في شعر يضاف إليه أنه لقيها في ليلة مظلمة وهو يسعى في فلاة، فنازلها وما زال بها حتى قتلها وهو لا يعرفها، يقول[2] -إن صح أنه قائله-:
فلم أنفك متكئًا عليها ... لأنظر مصبحًا ماذا أتاني
إذا عينان في رأسٍ قبيحٍ ... كرأس الهِرِّ مشقوق اللسانِ
وساقا مخدج وشواة كلب ... وثوب من عباء أو شنان3
وهؤلاء الوثنيون كانوا ينكرون الرسل وأن هناك إلهًا واحدًا قال جل وعز: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ، أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ، وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ

[1] انظر الحيوان: 1/ 18 وما بعدها.
[2] الأغاني: 18/ 212.
3 مخدج: ناقص الخلق، الشواة: الأطراف، الشنان: جلد القربة البالي.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست