نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 164
فرشت لها خدي وطاء على الثرى ... فقالت لك البشرى بلثم لثامي
جعل الزيارة تفضلاً منها ثم أشار إلى أخذه في إسباب السعي إليها بل شروعه في ذلك رفعاً لجانبها عن التكليف الكلي كأنه يقول أنه ليس أهلاً لها ثم فرش خده في مقابلة السعي ولم يقل لها فقط بل أطلق في جعله على الثرى المحتمل أنها وطئته وأنها لم تطأه وفي ذلك غاية رفع شأنها لمن يتأمل فلذلك عقبه أيضاً بغاية رفع شأنه منها بأكثر مما كان يؤمله ولذلك لم تسمح نفسه بما سمحت له به غيرة كما صرح به هضماً لجانبه عن هذا المقام كما أشار إليه ولما أعطى المقام حقه ونقلته العنايات إلى محل الكرامات والحظوة بنيل المرادات أشار إلى ذلك بقوله بعد البيت الذي تضمن ما ذكرنا.
عتبت ولم تعتب كأن لم يكن قلى ... وما كان إلا أن أشرت وأومت
فانظر إلى هذا الانتقال وصريح هذا المقال بعد ما قال:
ومنت وما ضنت عليّ بوقفة ... تعادل عندي بالمعرّف وقفتي
حيث عد زيارتها منة عليه لئلا يتوهم مما يأتي هضم جانبها ثم نفى عنها البخل ثم عتب بعد ذلك فأين هذا مما سبق فسبحان واهب الفضل لمن أحسن في خدمته وقام بحقوق محبته ومن ألطف ما قيل في الزيارة والعجلة قول العكوك.
بأبي من زارني مكتتما ... خائفاً من كل شيء فزعا
زائر نمّ عليه عرفه ... كيف يخفى الليل بدراً طلعا
رصد الغفلة حتى أمكنت ... ورعى الساهر حتى هجعا
ركب الأخطار في زورته ... ثم ما سلم حتى ودّعا
وقال ابن المعتز
زارني والدجى أحم الحواشي ... والثريا في الغرب كالعنقود
وكان الهلال طوق عروس ... بات يجلى عن غلائل سود
ليلة الوصل ساعدينا بطول ... طوّل الله فيك غيظ الحسود
وقال آخر
زارت على غفلة الرقيب ... كظبية روّعت بطيب
وكان وقت الوصال منها ... أقصر من جلسة الخطيب
وقال عبد العزيز ويقال أنه أصدق ما قالت الأواخر.
يقولون لي بالله ما أنت فاعل ... إذا زارك المحبوب قلت أنيكه
وقال ابن النبيه
قلت لليل إذ حباني حبيبي ... بعتاب يسبي النهي وعقارا
أنت يا ليل حاجبي فامنع الص ... بح وكن أنت يا دجى برد دارا
وقال أن العفيف
ومليح كالبدر زار بليل ... فجلى حسنه الدجى إذ تجلى
ما درى منزلي ولكن قلبي ... بلهيب الجرى هواء ودلا
وعجيب منه فقيه ذكي ... بمحل النزاع كيف استدلا
وقال بشار
يا أطيب الناس ريقاً غير مختبر ... ألا شهادة أطراف المساويك
قد زرتنا زورة في الدهر واحدة ... عودي ولا تجعليها بيضة الديك
إنما قال ذلك لأنه قد اشتهر أن الديك يبيض في عمره مرة ولم يذكر الطبيعيون ذلك وأقول أن القياس لا يأباه لما تقرر في الطبيعة من أن البيض الربحي فضلات غليضة هيأتها الحرارة والذكور يتوفر فيها ذلك على نحو المني الفاضل ولولا الحرارة الحلالة لكثر ذلك فيهم والممنوع بيض يولد النوع لعدم الزرع النامي ومن له يد في الفلسفة سهل عليه علم هذا وقال ابن أبي حجلة.
زار الحبيب ووجه الورد خجلان ... فأصفرّ حين تثنى قدّه البان
قد كان ما كان من هجرانه زمناً ... وقد وفى الآن فالعذال لا كانوا
ما ضرني ضيق عيشي حين واصلني ... سم الخياط مع الأحباب ميدان
وقال ابن سكرة
أهلاً وسهلاً بمن زارت بلا عدة ... تحت الظلام ولم تحذر من الحرس
تسترت بالدجى عمداً فما استترت ... وناب إشراقها ليلاً عن القبس
ولو طواها الدجى عنا لأظهرها ... برق الثنايا وضوء البرق في الغلس
ومما تدرجوا إليه من ذكر زيارة الحبيب وصف ممره بالطيب قال ابن النبيه.
إن جاء من يبغي لهم منزلاً ... فقل له يمشي ويستنشق
وقال الطغرائي
فسربنا في ظلام الليل معتسفاً ... فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
وقال آخر
نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 164