نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 165
لو كان يوجد ريح مسك فائحاً ... لوجدته منهم على أميال
وقال المتنبي
ويفوح من طيب الثناء روائح ... لهم بكل مكانة تستنشق
ومما ينخرط في سلك الزيارة وينتظم في عقد الاشارة ذكر العيادة وما ينجز إلى المحب فيها من الافادة وهي في الحقيقة زيارة بحيلة تستعطف بها النفوس البخيلة قال الطغرائي:
خبروها أني مرضت فقالت ... أضنى طارقاً شكا أم تليدا
وأشاروا بأن تعود وسادي ... فأبت وهي تشتهي أن تعودا
وأتتني في خفية وهي تشكو ... ألم الشوق والمزار البعيدا
ورأتني كذا فلم تتمالك ... إن أمالت عليّ عطفاً وجيدا
وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة
وملولة في الحب لما أن رأت ... أثر السقام بعظمي المنهاض
قالت تعيرنا فقلت لها نعم ... أنا بالسقام وأنت بالأعراض
وقال آخر
لا تهجروا من لا تعوّد هجركم ... وهو الذي بلبان وصلكم غذي
ورفعتموا مقداره بالابتداء ... حاشاكم أن تقطعوا صله الذي
وعلى ذكر الذي والصلة قيل كتب ابن عنين وقد مرض إلى الملك المعظم:
أنظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلاف قبل تلافي
أنا كالذي أحتاج ما يحتاجه ... فاغنم ثوابي والثناء الوافي
فحضر إليه وصحبته ثلثمائة دينار فقال أنت الذي وهذه الصلة وأنا العائد وما ألطف قول البهاء زهير في المعنى
يقولون لي أنت الذي شاع ذكره ... فمن صادر يثني عليه ووارد
فقلت له هبني الذي ذكرته ... فأين صلاتي منكم وعوائدي
وقال ابن عباد
مرضت فأشفقت الزيارة عامداً ... وما عن قلى أمسكتها لا ولا هجر
ولكنني أشفقت من أن أزوركم ... فأبصر آثار الكسوف على البدر
الشهاب محمود
رأتني وقال نال مني النحول ... وفاضت دموعي على الخد فيضا
فقالت بعيني هذا السقام ... فقلت صدقت وبالخصر أيضا
وقال الأرجاني
غالطتني إذا كسا جسمي الضنى ... كسوة أعرت من اللحم العظاما
ثم قالت أنت عندي في الهوى ... مثل عيني صدقت لكن سقاما
ابن أبي حجلة
شكوت إلى الحبيبة سوء حظي ... وما قاسيت من ألم البعاد
فقالت أنت حظك مثل عيني ... فقلت نعم ولكن في السواد
ابن النقيب
وما بي سوى عين نظرت لحسنها ... وذاك لجهلي بالعيون وغرّتي
وقالوا به في الحب عين ونظرة ... فقلت نعم عين الحبيب ونظرتي
والكل مأخوذ من قوله
وجاؤا إليه بالتعاويذ والرقي ... وصبوا عليه الماء من ألم النكس
وقالوا به من أعين الجنّ نظرة ... ولو عقلوا قالوا به نظرة الأنس
شمس الدين بن العفيف
اسم حبيبي وما يعاني ... قد حير خاطري ولبي
قالوا عليّ فقلت قدراً ... قالوا كوافي فقلت قلبي
ابن الوكيل
وبي من قسا قلباً ولان معاطفاً ... إذا قلت أدناني يضاعف تبعيدي
أقرّ برق إذ أقول أنا له ... وكم قالها أيضاً ولكن لتهديدي
ومما أورده صاحب الدمية له
عذيري من شاطر أغضبوه ... فجرّد لي مرهفاً فاتكاً
وقال أنا لك يا ابن الوكيل ... وهل لي رجاء سوى ذلكا
وتشبيهاته في نوع الزيارة كثيرة ذكرنا منها ما سمعت إلا لا يمكن استيعاب ذلك.
وقلت في أصل الزيارة
زارت وقد أخفى نهار جبينها ... ليل الشعور مخافة الرقباء
فوثبت إجلالاً أقبل نعلها ... بل تر به للبرء من أدوائي
قالت لك البشرى فطب نفساً بما ... أوليت من نعم وحسن وفاء
بتنا وكل جوارحي تشكو لها ... شوقي وما صنع الهوى بحشائي
فسكرت من ألفاظها ورضابها ... مع لينها ومحاسن الحسناء
ونسيم أنفاس لقلبي أرسلت ... سحراً فأحيا ميت الأحياء
لله من وطر قضيت مؤازراً ... معها بثوبي عفة وحياء
نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 165