responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 351
إن الله تعالى بعث أنبياء ورسلًا، فجعلهم حججًا على عباده عذرًا ونذرًا[1]، لا يطاع إلا بعلمه وإذنه، يمن بالطاعة على من يشاء من عباده، ثم يثيب عليها، ويعصى بعلم منه، فيعفو ويغفر بحلمه، لا يقدر قدره، ولا يبلغ شيء مكانه، أحصى كل شيء عددًا، وأحاط بكل شيء علمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام الهدى والنبي المصطفى.
وقد ساقنا قدر الله إلى ما ترون، حتى كان مما اضطرب من حبل هذه الأمة، وانتشر من أمرها، أن معاوية بن أبي سفيان وجد من طغام الناس أعوانًا على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره، وأول ذكر صلى معه، بدري[2] قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله كل مشاهده التي فيها الفضل، ومعاوية مشرك كان يعبد الأصنام، والذي ملك الملك وحده، وبان به وكان أهله، لقد قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: صدق الله ورسوله، ومعاوية يقول: كذب الله ورسوله، فعليكم بتقوى الله، والجد والحزم والصبر، والله إنا لنعلم أنكم لعلى حق، وأن القوم لعلى باطل، فلا يكونن أولى بالجد على باطلهم منكم في حقكم، وإنا لنعلم أن الله سيعذبهم بأيديكم أو بأيدي غيركم، اللهم أعنا ولا تخذلنا، وانصرنا على عدونا، ولا تحل عنا، وافتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين".
"شرح ابن أبي الحديد م [1]: ص 504".

[1] هما مصدران: عذره يعذره عذرًا بضم فسكون وبضمتين وأنذره إنذارًا ونذرًا بضم فسكون وبضمتين: أو جمعان: العذر بضمتين جمع عذير وهو العاذر، والنذر بضمتين جمع نذير وهو المنذر.
[2] أي حضر غزوة بدر الكبرى التي نشبت بين رسول الله عليه الصلاة والسلام وبين مشركي قريش في السنة الثانية للهجرة.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست