نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 421
صورة أخرى1
مدخل
...
320- صورة أخرى:
"أفٍ لكم، لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضًا، وبالذل من العز خلفًا؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم؛ كأنكم من الموت في غمرة[1]، ومن الذهول في سكرة، يرتج[2] عليكم حواري فتعمهون! فكأن قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون! ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي، وما أنتم بركن يمال بكم[3]، ولا زوافر[4] عز يفتقر إليكم، ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها؛ فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر، لبئس لعمر الله سعر[5] نار الحرب أنتم، تكادون ولا تكيدون، وتنتقص أطرافكم فلا تمتعضون[6]، لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون، غلب والله المتخاذلون، وايم الله إني لأظن بكم أن لو حمس[7] الوغى، [1] الغمرة: الشدة. [2] يغلق، والحوار: المحاورة. [3] أي يستند إليكم ويمال على العدو بقوتكم. [4] جمع زافرة، والزافرة من البناء: ركنه، ومن الرجل: عشيرته. [5] من سعر النار والحرب: كمنع أوقدها مصدر بمعنى اسم الفاعل، أو هو جمع ساعر، كقولهم: قوم كظم للغيظ جمع كاظم. [6] أي فلا تغضبون. [7] اشتد، وكذا استحر، وأصل الوغى: الصوت والجلبة، ثم سميت الحرب وغى لما فيها من الأصوات والجلبة.
"أما بعد: فإن لي عليكم حقًّا، وإن لكم علي حقًّا؛ فأما حقكم علي فالنصيحة لكم ما صحبتكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا، وأما حقي عليكم؛ فالوفاء بالبيعة والنصح لي في الغيب والمشهد، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم، فإن يرد الله بكم خيرًا تنزعوا عما أكره، وترجعون إلى ما أحب، تنالوا ما تطلبون، وتدركوا ما تأملون".
"تاريخ الطبري 6: 51، الإمامة والسياسة 1: 110".
وروى الشريف الرضي هذه الخطبة في نهج البلاغة بصورة أخرى وهي:
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 421