نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 422
واستحر الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب، انفراج الرأس[1]، والله إن امرأ يمكن عدوه من نفسه يعرق[2] لحمه، ويهثم عظمه، ويفري[3] جلده لعظيم عجزه، ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره، أنت فكن ذاك إن شئت[4] فأما أنا: فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية[5] تطير منه فراش[6] الهام، وتطيح السواعد والأقدام، ويفعل بعد ذلك ما يشاء.
أيها الناس: إن لي عليكم حقًّا، ولكم علي حق؛ فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا، وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم". [1] أي انفراجًا لا التئام بعده. [2] عرق العظم عرقًا. أكل ما عليه من اللحم، كتعرقه. [3] يمزق. [4] الخطاب عام لكل من أمكن عدوه من نفسه. [5] السيوف، نسبة إلى مشارف الشام، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف. [6] عظامها الرقيقة.
وزاد ابن قتيبة في الإمامة والسياسة:
"والله يأهل العراق، ما أظن هؤلاء القوم من أهل الشأم إلا ظاهرين[1] عليكم؛ فقالوا: أبعلم تقول ذلك يا أمير المؤمنين؟ " فقال:
"نعم والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إني أرى أمورهم قد علت، وأرى أموركم قد خبت[2]، وأراهم جادين في باطلهم، وأراكم وانين[3] في حقكم، وأراهم مجتمعين، وأراكم متفرقين، وأراهم لصاحبهم معاوية مطيعين، وأراكم لي عاصين، أما والله لئن ظهروا عليكم بعدي، لتجدنهم أرباب سوء، كأنهم والله عن قريب قد شاركوكم [1] منتصرين. [2] من خبت النار، أي سكنت وانطفأت. [3] من ونى: إذا فتر وضعف.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 422