نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 429
في الصيف، قلتم حمارة[1] القيظ، أنظرنا[2] ينصرم الحر عنا؛ فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون؛ فأنتم والله من السيف أفر! يا أشباه الرجال ولا رجال، ويا طغام[3] الأحلام! ويا عقول ربات الحجال[4]، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندمًا، وأعقبت سدمًا[5]! قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحًا[6]، وشحنتم صدري غيظًا، وجرعتموني نغب التهام أنفاسًا[7]، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان؛ حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا رأي له في الحرب! لله درهم[8]! ومن ذا يكون أعلم بها مني، أو أشد لها مراسًا؟ فوالله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، ولقد نيفت[9] اليوم على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع "يقولها ثلاثًا".
فقام إليه رجل ومعه أخوه[10] فقال:
"يا أمير المؤمنين أنا وأخي هذا، كما قال الله تعالى: {رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي [1] شدة الحر. [2] أي أمهلنا حتى ينسلخ الحر، وفي رواية النهج "أمهلنا يسبخ عنا الحر" بتشديد الباء المفتوحة: أي يخف ويسكن، وكل من خفف عنه شيء فقد سبخ عنه، ومنه قولهم: اللهم سبخ عني الحمى: أي خففها. [3] أوغاد الناس ومن لا عقل له ولا معرفة عنده. والأحلام العقول: جمع حلم بالكسر، ويجمع أيضًا على حلوم، وفي رواية النهج: "حلوم الأطفال". [4] الحجال: جمع حجلة بالتحريك، وهي القبة، وموضع يزين بالستور والثياب للعروس -كناية عن النساء. [5] السدم: الهم، أو مع ندم، أو غيظ مع حزن. [6] القيح: ما يكون في القرحة من صديدها، وشحنتم: ملأتم، وفي رواية الكامل: "ولقد ملأتم جوفي غيظًا". [7] النغب: جمع نغبة بالفتح والضم، وهي الجرعة، والتهمام: الهم، وأنفاسًا أي جرعة بعد جرعة، يقال: اكرع في الإناء نفسين أو ثلاثة. [8] لله دره: أي عمله، والدر أيضًا: اللبن، أي لله الثدي الذي رضعه، وهو تعجب أريد به التهكم، وفي رواية النهج: "لله أبوهم"! [9] نيفت: زدت ورواية النهج: "وهأنذا قد ذرفت على الستين" أي زدت أيضًا. [10] الرجل وأخوه: يعرفان بابني عفيف من الأنصار.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 429