نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 340
ولكنها الأقدار «كل ميسرٌ لما هو مخلوق له» ومُقرّبُ
وكقول القائل:
لا تعادِ الناس في أوطانهم قلّما يرعى غريبُ الوطن
وإذا ما شئت عيشاً بينهم خالق الناس بخلقٍ حسنِ (1)
(2) والتضمين - هو أن يضمن الشاعر كلامه (شيئاً من مشهور شعر الغير) مع التنبيه عليه [2] إن لم يكن مشهوراً لدى نقّاد الشعر، وذوي اللُّسن، وبذلك يزداد شعرهُ حسناً - كقوله الصاحب بن عبّاد:
أشكو إليك زماناً ظل يعرُ كني عرك الأديم، ومن يعدو على الزمنِ
وصاحباً كنتُ مغبوطاً بصُحبته دهراً فغادرني فرداً بلا سكن ِ
وباع صفو ودادٍ كنت أقصُره عليه مُجتهداً في السِّر والعلَن
كأنه كان مطويّا على إحن ِ ولم يكن في قديم الدهر أنشَدني
(إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن)
وكقوله:
(1) وينقسم الاقتباس: إلى ضربين، الأول - ضرب منه لا ينقل فيه اللفظ المقتبس عن معناه الأصلي إلى معنى آخر - كما تقدم. اثاني - ما ينقل إلى معنى آخر، كقول ابن الرومي
لئن أخطأت في مديحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي بواد غير ذي زرع
فقد كنى بلفظ (واد) ، عن رجل لا يرجى نفعه، ولا خير فيه، وهو في الآية الكريمة: بمعنى (واد) لا ماء فيه ولا نبات، وقد أجازوا تغيير اللفظ المقتبس بزيادة فيه أو نقص أو تقديم أو تأخير - كما سبق واعلم أن الاقتباس ثلاثة أقسام:
1- مقبول - وهو ما كان في الخطب والمواعظ
2- ومباح - وهو ما يكون في الغزل والرسائل والقصص.
3- ومردود - وهو ما كان في الهزل - كما تقدم ذكره [2] أما تضمينه بلا: تنبيه عليه لشهرته: فكقوله:
أولى البرية طرا أن تواسيه عند السرور الذي واسك في الحزن
(إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان بألفهم في المنزل الخشن) .
وكقوله: قد قلت لما اطلعت وجناته حول الشقيق الغض روضة آس
أعذاره الساري العجول ترفقا ما في وقوفك ساعة من باس
فالمصراع الأخير، مطلع قصيدة مشهورة لأبي تمام:
ما في وقوفك ساعة من باس تقضي حقوق الأربع الأدراس.
وأحسن التضمين: أن يزيد المضمن في كلامه نكتة لا توجد في الأصل كالتورية والتشبيه، كما في قول ابن أبي الاصبع: مضمنا
إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها «تذكرت ما بين العذيب وبارق»
ويذكرني من قدها ومدامعي «مجرى عوالينا ومجرى السوابق»
فالمصرعان الاخيران مطلع قصيدة لأبي الطيب المتنبي:
تذكرت ما بين العذيب وبارق مجرى عوالينا ومجرى السوابق
يريد المتنبي: أنهم كانوا نزولا بين هذين الموضعين، يجرون الرماح عند مطاردة الفرسان، ويسابقون على الخيل، أما الشاعر الآخر: فاراد بالعذيب تصغير العذب وعني به شفة الحبيبة، وأراد ببارق ثغرها الشبيه بالبرق، وبما بينهما ريقها، وهذه تورية بديعة نادرة في بابها، وشبه تبختر قدها بتمايل الرماح، وتتابع دموعه بجريان الخيل السوابق:
(1) ولا باس من التغيير اليسير: كقوله:
أقول لمعشر غلطوا وغضوا من الشيخ الرشيد وأنكروه
هو ابن جلا وطلاع الثنايا متى يضع العمامة تعرفوه
وكقوله طول حياة مالها طائل تغص عندي كل ما يشتهي
أصبحتت مثل الطفل في ضعفه تشابه المبدأ والمنتهى
فلم تلم سمعي إذا خانني إن الثمانين وبلغتها
نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 340