نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 127
وغيرهم ممن عاصر الأعشى تجعل قبول قول الشيخ المرصفي رحمه الله غير ميسور، فجريان الأساليب المخترعة على ألسنة الشعراء يحتاج إلى زمن تلين فيه، وتطوع حتى تمضي في يسر، وسهولة وعذوبة كما نراها في شعر هؤلاء.
وكان من خبر صخر لما طعنه أبو ثور الأسدي حين جمع لهم، وأغار عليهم، أن نتأ من جرحه شيء أضناه حولًا، وبقي في بيته كالأسد المريض، فسمع رجلًا يسأل امرأته، ويقول: كيف صخر؟ فقالت: لا ميت فينعى ولا صحيح فيرجى، فعلم أنها قد برمت به، ورأى تحرز أمه عليه، فقال أبياتا جيادًا: "من الطويل"
أرى أم صخر ما تجف دموعها ... وملت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازة ... عليك ومن يغتر بالحدثان
أهم بأمر الحزم لو أستطيعه ... وقد حيل بين العير والنزوان
لعمري لقد أنبهت من كان نائمًا ... وأسمعت من كانت له أذنان
فأي امرئ ساوى بأم حليلة ... فلا عاش إلا في شقا وهوان
قال أبو العباس المبرد، ثم عزم على قطع ذلك الموضع، فلما قطعه يئس من نفسه فبكاها، فقال: "من الطويل"
أيا جارتا إن الخطوب قريب ... من الناس كل المخطئين تصيب
أيا جارتا إنا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب
والجنازة: الميت أو سريره، قال صاحب اللسان: إذا ثقل على القوم امرؤ، واغتموا به فهو جنازة عليهم، ثم ذكر البيت، ودع ذا لنتابع صور التجوز في الإسناد.
ومنها أي من التجوز في الإسناد وحده قول سلمة الجعفي يرثي أخاه لأمه: "من الطويل"
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 127