نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 196
ومثله قول قيس: "من الطويل"
خليلي لا والله لا أملك الذي ... قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري، وابتلاني بحبها ... فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
الذي قضاه الله في ليلى، وفيه هو حرامه منها مع ولوعه بحبها، ولكن الشاعر لم يقل: لا أملك تعلقي بليلى مع يأسي منها، وإنما قال ما ترى، فبين من خلال الصلة أن الأمر قضاء الله، وما دام كذلك فلا عليه إلا أن يستجيب لهذا القضاء، فيظل هائما بحبها يائسا منها، وواضح أننا نذكر الصلة هنا مع اختلاف مواقعها؛ لأن الذي يعنينا هو أن نبين دلالة هذه الخصوصية سواء كانت في المسند إليه أو غيره؛ لأنها لم ترد في باب المسند، ولا في المتعلقات.
قال البلاغيون: "وقد يكون التعريف بالصلة لتنبيه المخاطب على خطئه كقول الشاعر:"من الكامل"
إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا
فقوله: الذين ترونهم إخوانكم، يشير إلى أنكم مخدوعون في هذا الحسبان حيث تظنون أنهم إخوانكم مع أن صدورهم تتوقد حقدا عليكم، ولو قال الشاعر: أن القوم الفلاني يشفي غليل صدورهم، لذهب هذا المعنى.
وقد يكون التعريف بالصلة مشيرا إلى وجه بناء الخبر، وذلك كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [1]، فقوله: {الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} يشير إلى أن الخبر من جنس النكال والعذاب، وهذا واضح، ومثله قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [2]، ومثله قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا [1] غافر: 60. [2] الأنبياء: 101.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 196