نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 197
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [1]، وقوله: {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ} [2]، وقوله: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [3].
ومثله كثير جدا في كتاب الله حيث نجد المبتدأ يحمل من المعاني ما يهيئ النفس إلى الخبر حتى لتكاد تعرفه قبل النطق به، وهذا لعمرك فن من الكلام جزل دقيق لا يهتدي إليه إلا فطن محدث، ومنه في الشعر قول الفرزدق: "من الكامل"
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول
والبيت من قصيدة يفتخر بها الفرزدق على جرير، وقوله: الذي سمك السماء يشير إلى الخبر من نوع الرفعة، والسمو وذلك واضح.
ويفهم من كلام السكاكي أن الصلة قد تكون مشيرة إلى وجه بناء الخبر كما قلنا، وقد تكون هذه الإشارة موحية بتحقيق الخبر حين تكون الصلة كالسبب له أو الدليل عليه.
وعبارته: "وربما جعل ذريعة إلى تحقيق الخبر"، ومثال ذلك قول عبدة بن الطبيب في مفضليته: "من البسيط"
هل حبل خولة بعد الهجر موصول ... أم أنت عنها بعيد الدار مشغول؟
قال:
إن التي ضربت بيتا مهاجرة ... بكوفة الجند غالت ودها غول
وكوفة الجند: مدينة بالكوفة، وغالت: أكلت، قوله التي ضربت ...
فيه بيان لهجرتها عن دياره، وأنها ضربت بيتها هناك بعيدا عنه، وهذا يومئ عند السكاكي إلى زوال المحبة، ويبين سببها، أو يقيم على ذلك [1] فصلت: 30. [2] الأعراف: 92. [3] النور: 11.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 197