responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة في نصوص العصر الجاهلي تحليل وتذوق نویسنده : السيد أحمد عمارة    جلد : 1  صفحه : 256
ويعلق الدكتور شوقي ضيف على غزله في هذه القصيدة حين يصور جيد أسماء بجيد ظبية مغزلة امتلأ قلبها بالحنين إلى ولدها، فهي تخذل رفاقها لتقيم عليه ترعاه وتدفئه بعطفها وحنانها، وحين يصور ريقها بالخمر المعتقة التي مزجت بالسلسبيل لحدتها وشدتها, يعلق على ذلك بقوله: إنهما صورتان أريدتا لأنفسهما، أو رسمهما ليدل سامعه على قدرته الفنية، أما بعد ذلك، فلا عاطفة ولا حب حقيقي، ولذلك يكرر دائمًا أن قلبه صحا عن حبه، وأنه راجع نفسه، فكفَّت عن الهوى، وما يتبع الهوى على شاكلة قوله:
لقد طالبتها ولكل شيء ... وإن طالت, لحاجته انتهاء
فهو إذن ليس من العشاق، ولا ممن يشغلون أنفسهم بالغزل، وبيان لوعة الحب، وإنما يتحدث في ذلك مترسمًا سننًا موضوعة كي يظهر قدرته على التصوير الفني[2].
ب وتسلل زهير من حديث الغزل إلى الحديث عن الوصف الممزوج بالغزل, حيث أخذ يصف حالته النفسية بعد أن بان الخليط ورحلت عنه ابنة البكري، فقد أجهش بالبكاء، وانهمرت دموعه انهمارًا كما ينهمر الماء من الدلو، واستطرد من ذلك إلى وصف الدلو التي يفيض الماء على جوانبها فهي لا تمتلئ مرة واحدة, وإنما تمتلئ ثم تفرغ مرات ومرات، وهكذا ما تزال تهبط فارغة ثم تصعد ممتلئة لتسقي بستانًا فسيحًا واسع الأرجاء ممتد النواحي.

1 شرح ديوان زهير: صـ 61.
[2] العصر الجاهلي: صـ 315 د شوقي ضيف, ط دار المعارف, الطبعة السابعة.
نام کتاب : دراسة في نصوص العصر الجاهلي تحليل وتذوق نویسنده : السيد أحمد عمارة    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست