تحملنا في الجنح خيلٌ لها
أجنحةٌ، ليست كخيل الأنيس
وأينقٌ تسبق أبصاركم
مخلوقةٌ بين نعامٍ وعيس
تقطع من علوة في ليلها
إلى قرى شاسٍ بسيرٍ هميس
لا نسك في أيَّامنا عندنا
بل نكس الدَّين فما إن نكيس
فالأحد الأعظم، والسَّبت كال
إثنين، والجمعة مثل الخميس
لا مجسٌ نحن، ولا هوَّدٌ
ولا نصارى يبتغون الكنيس
نمزِّق التَّوراة من هونها،
ونحطم الصُّلبان حطم اليبيس
نحارب الله جنوداً لإب
ليس أخي الرأي الغبين النَّجيس
نسلِّم الحكم إليه إذا
قاس، فنرضى بالضَّلال المقيس
نزين للشارخ والشيخ أن
يفرغ كيساً في الخنا بعد كي
ونفتري جنَّ سليمان كي
نطلق منها كلَّ غاوٍ حبيس
صيَّر في قارورةٍ رصِّصت
فلم تغادر منه غير النَّسيس
ونخرج الحسناء مطرودةً
من بيتها عن سوء ظنٍّ حديس
نقول: لا تقنع بتطليقةٍ
وأقبل نصيحاً لم يكن بالدَّسيس
حتى إذا صارت إلى غيره
عاد من الوجد بجدٍّ تعيس
نذكره منها، وقد زوِّجت،
ثغراً كدرٍّ في مدامٍ غريس
ونخدع القسيِّيس في فصحه
من بعد ما ملِّىء بالأنقليس
أصبح مشتاق إلى لذّةٍ
معلَّلاً بالصِّرف أو بالخفيس
أقسم لا يشرب إلاّ دوي
ن السُّكر، والبازل تالي السَّديس
قلنا له: أزدد قدحاً واحداً
ما أنت أن تزداده بالوكيس