بلقيس أودت ومضى ملكها
عنها، فما في الأذن من هلبسيس
وأسرة المنذر حاروا عن ال
حيرة كلٌّ في ترابٍ رميس
إنَا لمسنا بعدكم فاعلموا
برقع، فاهتاجت بشرٍّ بئيس
ترمي الشّياطين بنيرانها
حتى ترى مثل الرَّماد الدَّريس
فطاوعتني أمَّةٌ منهم
فازت، وأخرى لحقت الرَّكيس
وطار في اليرموك بي سابحٌ
والقوم في ضربٍ وطعنٍ خليس
حتَّى تجلَّت عنِّي الحرب كال
جمرة في وقدة ذاك الوطيس
والجمل الأنكد شاهدته
بئس نتيج النّاقة العنتريس
بين بني ضبَّة مستقدماً
والجهل في العالم داءٌ نجيس
وزرت صفِّين على شبطةٍ
جرداء، ما سائسها بالأريس
مجدِّلاً بالسَّيف أبطالها
وقاذفاً بالصَّخرة المرمريس
وسرت قدَّام عليٍّ غدا
ة النَّهر حتى فلّ غرب الخميس
صادف منَّي واعظٌ توبةً
فكانت اللَّقوة عند القبيس فيعجبٌ، لا زال في الغبطة والسُّرور، لما سمعه من ذلك الجنيِّ، ويكره الإطالة عنده فيودِّعه.
ويحمُّ فإذا هو بأسدٍ يفترس من صيران الجنّة وحسيلها فلا تكفيه هنيدةٌ ولا هندٌ أي مائة ولا مائتان فيقول في نفسه: لقد كان الأسد يفترس الشاة العجفاء، فيقيم عليها الأيَّام لا يطعم سواها شيئاً.
فيلهم الله الأسد أن يتكلّم، وقد عرف ما في نفسه، فيقول: يا عبد الله، أليس أحدكم في الجنَّة تقدَّم له الصِّحفة وفيها البهطُّ والطِّريم مع النَّهيدة، فيأكل منها مثل عمر السّموات والأرض، يلتذّ بما أصاب فلا هو مكتفٍ، ولا هي