responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 298
إلى عمى، وإنه زعم أنه لا يزوّجنى حتى أصدقها أربعمائة دينار، وأنا غير قادر على ذلك، وذكر من حاله وحبّه لها؛ فأتى عمر عمّه، فكلّمه في أمرها، فقال: إنه مملق، فزوّجه، وساق عمر عنه المهر.
وكان عمر حين أسنّ حلف ألّا يقول بيتا إلا أعتق رقبة، فانصرف إلى منزله يحدّث نفسه، فجعلت جاريته تكلّمه ولا يجيبها؛ فقالت: إن لك لشأنا، وأراك تريد أن تقول شعرا، فقال:
تقول وليدتى لما رأتنى ... طربت: وكنت قد أقصرت حينا
أراك اليوم قد أحدثت أمرا ... وهاج لك الهوى داء دفينا
وكنت زعمت أنك ذو عزاء ... إذا ما شئت فارقت القرينا
لعمرك هل رأيت لها سميّا ... فشاقك أم لقيت لها خدينا
فقلت: شكا إلىّ أخ محبّ ... كبعض زماننا إذ تعلمينا
فقصّ علىّ ما يلقى بهند ... فذكّر بعض ما كنا نسينا
وذو الشوق القديم وإن تعزّى ... مشوق حين يلقى العاشقينا
فكم من خلّة أعرضت عنها ... لغير قلى، وكنت بها ضنينا
أردت بعادها فصددت عنها ... وإن جنّ الفؤاد بها جنونا
ثم دعا تسعة من رقيقه فأعتقهم.
قال عثمان بن إبراهيم: حججت أنا وأصحاب لنا، فلما رجعنا من مكّة مررنا بالمدينة، فرأينا عمر بن أبى ربيعة، وقد نسك وترك قول الشعر، فقال بعضنا لبعض: هل لكم فيه؟ فملنا إليه، وسلّمنا عليه، وجلسنا وهو ساكت لا يكلمنا. فقال له بعضنا: أيعجبك قول الفرزدق:
سرت لعينك سلمى بعد مغفاها ... فبتّ مستلهيا من بعد مسراها
فقلت: أهلا وسهلا! من هداك لنا؟ ... إن كنت تمثالها أو كنت إيّاها
تأتى الرياح التي من نحو بلدتكم ... حتى نقول: دنت منا بريّاها

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست