نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 20
37 - سأل هشام [1] بن عبد الملك خالد بن صفوان: كيف كان سيرك؟ فقال: قتل أرضاً عالمها، وقتلت أرض جاهلها [2] ، بينا أنا أسير ذات ليلة إذ عصفت ريح شديد ظلماؤها. أطبق سماؤها، وطبَّق سحابها، وتعلّق ربابها، فبقيت مُحْرَنْجماً كالأشقر إن تقدَّم نُحِرَ، وإن تأخر عُقِرَ [3] ، لا أسمع لواطئٍ همساً، ولا لنابح جرساً؛ تدلّت عليَّ غيومها، وتوارت عنى نجومها، فلا أهتدي بنجمٍ طالع، ولا بعَلَمٍ لامع، أقطع مَحَجَّةً، وأهبط لُجَّةً، في ديمومةٍ قفر، بعيدة القعر، فالريح تخطفني، والشوك يخبطني، في ريحٍ عاصف، وبرق خاطف، قد أوحشني إِكامها، وقطعني سلامها؛ فبينا أنا كذلك قد ضاقت عليَّ معارجي، وسُدَّتْ مخارجي، إذ بدا نجمٌ لائح، وبياضٌ واضح. وعرجتُ إلى آكام محزئلّة فإذا أنا بمصانعكم هذه، فقرَّت العين، وانكشفَ الرَّيْنُ.
فقال هشام: لله درك، ما أحسنَ وصفك.
38 - ومن أحسن ما جاء في الليل قول ذي الرمة [4] :
وليلٍ كجلبابِ العروسِ ادَّرعته ... بأربعةٍ والشخصُ في العين واحدُ أخذه ابن المعتز فقال:
وليل كجلبابِ الشَّبابِ. [5] ... قال العسكري [6] : جلباب العروس أطرب من جلباب الشباب.
9 - وقال العلوي [7] :
وربَّ ليلٍ باتت عساكرُهُ ... تحملُ في الجوِّ سودَ راياتِ
لامعةً فوقها أسنَّتُهَا ... مثلَ الأزاهيرِ وَسْطَ روضات [1] انظر محاضرات الراغب [4]: 546 ([2]: 241) . [2] ((قتل أرضاً خابرها وقتلت أرض جاهلها)) ورد منسوباً للإسكندر في مختار الحكم: 246. [3] كالأشقر إن تقدم نحر إن تأخر عقر: هذا مثل، انظر فصل المقال: 376 والميداني [2]: 58. [4] ديوانه: 1108 وديوان المعاني [1]: 342 وتشبيهات ابن أبي عون: 20 ومجموعة المعاني: 190 والشريشي [1]: 161. [5] تتمة البيت: ((قطعته، بفتيان صدق يملكون الأمانيا)) . [6] ديوان المعاني [1]: 342. [7] العلوي: هو المعروف بابن طباطبا اصبهاني العلوي، انظر الفقرة: 59 في ما يلي. [5] - مؤلفات التيفاشي [1] : [1] - تفسير التيفاشي؛ ذكره صاحب صبح الأعشى وقال إنه تغلب عليه القصص [2] . [2] - كتاب في علم البديع له، متوسط الحجم، ذكره صاحب صبح الأعشى [3] . [3] - كتاب في المسالك؛ عرض به السيف المشد في قصيدة له تهكم فيها بالتيفاشي، فقال:
خفت أن أملك " المسالك " أو أجنح يوماً لنسخ " فصل الخطاب " [4] . [4] - قادمة الجناح في آداب النكاح: ذكره صاحب الروض المعطار في مادة " تيفاش " ونسبه لمن اسمه عمر التيفاشي [5] ، ويبدو أن لفظة " عمر " مصحفة عن " أحمد " وينقل عنه التجاني في تحفة العروس في عدة مواضع [6] . [5] - مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء، ذكره صاحب الروض المعطار، وقال فيه " وهو كتاب مطول، حسن ممتع ضاهى به عقد ابن ربه فأبدع [7] . [6] - كتاب في التاريخ؛ قال الادفوي في البدر السافر في ترجمة محمد بن سعيد بن ندى الجزري المعروف بالعماد: " وذكره الشريف (أقرأ: الشرف) التيفاشي في تاريخه، وذكر أنه حضر عند الملك الأشرف ابن العادل بسنجار.. الخ " [8] ؛ ويذكر الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب أن للتيفاشي كتابين في تاريخ الأمم، [1] قد عد معظم هذه المؤلفات كل من حسن حسني عبد الوهاب في ورقات 2: 455 - 459 ومحققي كتاب الأحجار (المقدمة 12 - 16) وعبد القادر زمامة في مجلة المجمع: 19 - 20 وبروكلمان في التاريخ 1: 495 ونعيد ذكرها هنا لما قد نضيفه من فوائد. [2] صبح الأعشى 1: 471. [3] صبح الأعشى 1: 469. [4] الوافي 8: 291. [5] الروض المعطار: 146. [6] انظر تحفة العروس: 49، 66، 71، 99، 155، 186 (ط. القاهرة 1: 13) . وانظر كشف الظنون 2: 1305 (ط. استانبول 1941) وهدية العارفين 1: 94 (ط. استانبول 1951) . [7] الروض المعطار: 146. [8] البدر السافر، الورقة 104.
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 20