نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 31
وما أظنه أقدم على ذلك إلا في موضعين - هذا أحدهما - ومن عجيب شأن ابن منظور أن تستوقفه هذه المبالغات الشعرية فيقدم على التغيير، ولا تستفزه تخرصات المنجمين وأدعيتهم، فيبقيها على حالها.
ولكن ما فعله ابن منظور لم ينقذ الكتاب من التكرار بوجه كلي، ولا جعله حسن التبويب، فضم الحديث عن الاغتباق ومدحه وذم الاصطباح مع وصف الليل (الباب الثاني من الجزء الأول) ثم تخصيص باب لمدح الاصطباح وذك وشرب الليل بعده لا يدل على منطق في التقسيم بل الأولى أن يخصص للاصطباح والاغتباق في حالي المدح والذم باب مستقل؛ ومن تصفح فهرس المحتويات أمكنه أن يرى الاضطراب واضحاً في بعض الفصول [1] ، حتى ليمكن أن يقال أن ابن منظور أحسن حقاً باستنقاذ الكتاب، إذ كان من أقدر على قراءة خط التيفاشي، ولكنه لم يعفه من التحكم المخل، والتعسف الضار.
4 - مصادر الكتاب
لو وصلتنا المجلدات العشرة التي اختصرها ابن منظور من فصل الخطاب وسماها سرور النفس، كلنا البحث عن مصادر المادة فيها أمراً بالغ العسر، لتعدد الموضوعات وتنوعها، فإن يكتب موسوعة شاملة لا غنى له عن الاستكثار من المصادر؛ غير أن الجزءين اللذين بقيا من ذلك الكتاب متقاربان في الموضوع، فهما يتناولان الليل والنهار والشمس والقمر والكواكب جملة والفصول والبرق والرعد والمطر والرياح والنار، يتناولان هذه الموضوعات على مستويات مختلفة: على المستوى العلمي والأدبي شعراً ونثراً، وعلى المستوى شبه العلمي، وعلى المستوى اللغوي والديني، وهكذا. ولا ريب أن هذه الموضوعات الكبرى التي يتناولها الكتابان تتفرع إلى موضوعات دقيقة، وترتبط بموضوعات لاحقة، وهكذا يتسع الموضوع أمام المؤلف فتتعدد المصادر، إلا أنه لا يصرح دائماً بأسماء الكتب التي يعتمدها؛ ففي التفسير يشير مثلاً إلى السجاوندي والحوفي وابن فورك، ولكن لا ندري في بعض المواطن إلى أي حد يعتمد كتاباً له التفسير لم يصلنا، ثم على من يعتمد في ذلك الكتاب نفسه. ورغم حاجته الماسة إلى كتب لغوية، فإنه لا يذكر منها إلا سر [1] انظر مثلاً المواد التي أدرجت في الفصل الخامس من نثار الأزهار.
لا أظلم الليل ولا أدعي ... أن نجوم الليل ليست تزول
ليلي كما شاءت قصيرٌ إذا ... جادت وان صَدتْ فليلي طويل أخذه ابن بسام فقال [1] :
لا أظلمُ الليلَ ولا أدَّعي ... أن نجومَ الليلِ ليست تغورْ
ليلي كما شاءت فإن لم تَجُدْ ... طال وان جادتْ فَلَيْلي قصير 80 - وذكر الفرزدق العلة في طول الليل فقال [2] :
يقولون طال الليلُ والليلُ لم يَطُلْ ... ولكنَّ من يهوى من الوجد يسهرُ 81 - شاعر [3] :
أخو الهوى يستطيل الليلَ من سهره ... والليلُ من طوله جارٍ على قَدَرِهْ
ليلُ الهوى سنَةٌ في [4] الهجر مُدَّتُهُ ... لكنه سِنَةٌ في الوصلِ مِنْ قِصَرِهْ 82 - الوليد بن يزيد [5] :
لا أسألُ الله تغييراً لما صَنَعَتْ ... سُعْدَى وانْ أسهرتْ عينيَّ عيناها
فالليل أطولُ شيءٍ حين أفقدها ... والليل أقصرُ شيءٍ حين ألقاها 83 - شاعر:
ليلٌ طويلٌ كمثلِ أحْرُفِهِ ... أوَّلُهُ في الهجاء آخِرُهُ 84 - وذكر آخر سروره بالسهر فقال [6] :
يا نسيمَ الروضِ في السَّحَرِ ... وشبيهَ الشمسِ والقمر
إنَّ من أسْهرتَ ناظرَهُ ... لَقَريرُ العينِ بالسهر [1] انظر المصادر السابقة، وأضيف إليها القالي 1: 106 وتشبيهات ابن أبي عون: 208 والشريشي 4: 284. والزهرة: 289 منسوباً لعلي بن هشام وكذلك في المعاهد 1: 266 وهو في معجم المرزباني: 136 لعلي بن الخليل الكوفي. [2] شرح المختار: 19 والقالي 1: 100 وتشبيهات ابن أبي عون: 208. [3] نهاية الأرب 1: 135 والشريشي 4: 283 (والقافية دون هاء) وهو للمطراني. [4] ص: والدهر. [5] شرح المختار: 21 وزهر الآداب: 749 والذخيرة 1/ 2: 276 ونهاية الأرب 1: 135 والعكبري 1: 40 وديوان الوليد: 20 والشريشي 4:4: 283 والواحدي: 473 والمختار من القطب: 219. [6] الزهرة: 289.
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 31