كل زق مقيّر[1] أو خابية مقيّرة، وإنما قيّرا لئلا يرشحا بما فيهما، ويسرع صلاحه وانتهاؤه منتهى إداركه وقوله: قدحت وفض ختامها فيه، تقديم تقديره: فض ختامها وقدحت؛ لأنه ما لم يكسر ختامها لا يمكن اغتراف ما فيها من الخمر.
60-
وَصَبوحِ صافِيَةٍ وَجَذبِ كَرينَةٍ ... بِمُوَتَّرٍ تَأتالُهُ إِبهامُها
الكرينة: الجارية العوادة، والجمع الكرائن. الائتيال: المعالجة. أراد بالْمُوَتَّر العود.
يقول: وكم من صبوح خمر صافية، وجذب عوادة عودًا موترًا تعالجه إبهام العوادة؛ وتحرير المعنى: كم من صبوح من خمر صافية استمتعت باصطباحها وضرب عوّادة عودها استمتعت بالإصغاء إلى أغانيها.
61-
باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحرَةٍ ... لِأُعَلَّ مِنها حينَ هَبَّ نِيامُها
يقول: باكرت الديوك لحاجتي إلى الخمر، أي تعاطيت شربها قبل أن يصدح الديك، لأسقى منها مرة بعد أخرى حين استيقظ نيام السحرة، والسحرة والسحر بمعنى، والدجاج اسم للجنس يعم ذكوره وإناثه، والواحد دجاجة، وجمع الدجاج دُجُج، والدِّجاج، بكسر الدال، لغة غير مختارة؛ وتحرير المعنى: باكرت صياح الديك لأسقى من الخمر سقيًا متتابعًا.
62-
وَغَداةِ ريحٍ قَد وَزَعتُ وَقَرَّةٍ ... إِذ أَصبَحَت بِيَدِ الشّمالِ زِمامُها
القرة والقر: البرد.
يقول: كم من غداة تهب فيها الشّمال وهي أبرد الرياح، وبرد قد ملكت الشمال زمامه قد كففت عادية البرد عن الناس بنحر الجزر لهم؛ وتحرير المعنى: وكم من برد كففت غرب[2] عاديته بإطعام الناس.
63-
وَلَقَد حَمَيْتُ الْحَيَّ تَحمُلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وَشاحِيَ إِذ غَدَوتُ لِجامُها [1] مقيّر: المطلي بالقار وهو الزفت. [2] غرب الشيء: حدته.