وانتصبت الفرس، أي رفعت عنقها، كجذع نخلة طويلة عالية تضيق صدور الذين يريدون قطع حملها لعجزهم وضعفهم عن ارتقائها، شبه عنقها في الطول بمثل هذه النخلة وقوله: كجذع منيفة، أي: كجذع نخلة منيفة.
67-
رَفَّعتُها طَرْدَ النّعامِ وَشَلَّهُ ... حَتّى إِذا سَخِنَت وَخَفَّ عِظامُها
رفّعتها: مبالغة رفعت. الطَّرَد والطَّرْد[1] بفتح الراء وتسكينها لغتان جديدتان، والشَّلُّ والشَّلَلُ الطرد أيضًا.
يقول: حملت فرسي وكلفتها عدوًا مثل عدو النعام، أو كلفتها عدوًا يصلح لاصطياد النعام، حتى إذا جدّت في الجري وخف عظامها في السير.
68-
قَلِقَتْ رِحالَتُها وَأَسبَلَ نَحرُها ... وَابتَلَّ مِن زَبَدِ الحَميمِ حِزامُها
القلق: سرعة الحركة. الرحال: شبه سرج يتخذ من جلود الغنم بأصوافها ليكون أخف في الطلب والهرب، والجمع الرحائل. أسبل: أمطر. الحميم: العرق.
يقول: اضطربت رحالتها على ظهرها من إسراعها في عدوها ومطر نحرها عرقًا وابتل حزامها من زبد عرقها، أي من عرقها.
69-
تَرْقى وَتَطعَنُ في العِنانِ وَتَنتَحي ... وِرْدَ الْحَمامَةِ إِذ أَجَدَّ حَمامُها
رقي يرقى رقيًّا: صعد وعلا. الانتحاء الاعتماد. الحمام: ذوات الأطواق من الطير، واحدتها حمامة، وتجمع الحمامة على الحمامات والحمائم أيضًا.
يقول: ترفع عنقها نشاطًا عدوها حتى كأنها تظعن بعنقها في عنانها وتعتمد في عدوها الذي يشبه ورد الحمامة حين جد الحمام التي هي في جملتها في الطيران لما ألح عليها من العطش، شبه سرعة عدوها بسرعة طيران الحمائم إذا كانت عشطى، وورد الحمامة نصب على المصدر من غير لفظ الفعل وهي ترقى أو تطعن أو تنتحي[2].
70 -
وَكَثيرَةٍ غُرَبائُها مَجهولَةٍ ... تُرجى نَوافِلُها وَيُخشى ذامُها [1] الطرد: المطاردة في الصيد. [2] تنتحي: تجد في سيرها.