يقول: ورب جزور أصحاب ميسر دعوت ندمائي لنحرها وعقرها بأزلام[1] متشابهة الأجسام، وسهام الميسر يشبه بعضها بعضًا، وتحرير المعنى: ورب جزور أصحاب ميسر كانت تصلح لتقامر الأيسار عليها، دعوت ندمائي لهلاكها أي لنحرها بسهام متشابهة، قال الأئمة: يفتخر بنحره إياها من صلب ماله لا من كسب قماره، والأبيات التي بعده تدلّ عليه، وإنما أراد السهام ليقرع بها بين إبله أيها ينحر للندماء.
74-
أَدعو بِهِنَّ لِعاقِرٍ أَو مُطفِلٍ ... بُذِلَت لِجِيرانِ الجَميعِ لِحامُها
العاقر: التي لا تلد. المطفل التي معها ولدها. اللحام: جمع لحم.
يقول: أدعو بالقداح لنحر ناقة عاقر، أو ناقة مطفل تبذل لحومها لجميع الجيران، أي: إنما أطلب القداح لأنحر مثل هاتين، وذكر العاقر لأنها أسمن وذكر المطفل لأنها أنفس.
75-
فَالضَيفُ وَالجارُ الجَنيبُ كَأَنَّما ... هَبَطا تَبالَةَ مُخصِبًا أَهضامُها
الجنيب: الغريب. تبالة: واد مخصب من أودية اليمن. الهضيم المطمئن من الأرض، والجمع الأهضام والهضوم.
يقول: فالأضياف والجيران الغرباء عندي كأنهم نازلون هذا الوادي في حال كثرة نبات أماكنه المطمئنة، شبه ضيفه وجاره في الخصب والسعة بنازل هذا الوادي أيام الربيع.
76-
تَأوي إِلى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ ... مِثلُ البَلِيَّةِ قالِصٌ أَهدامُها
الأطناب: حبال البيت، واحدها طنب. الرذية: الناقة التي ترذي في السفر، أي تخلف لفرط هزالها وكلالها، والجمع الرذايا، استعارها للفقيرة. البلية: الناقة التي تشد على قبر صاحبها حتى تموت، والجمع البلايا. الأهدام: الأخلاق من الثياب، واحدها هدم. قلوصها: قصرها.
يقول: وتأوي إلى أطناب بيتي كل مسكينة ضعيفة قصيرة الأخلاق التي عليها لما [1] الأزلام: سهام الميسر.