بها من الفقر والمسكنة، ثم شبهها بالبلية في قلة تصرفها وعجزها عن الكسب وامتناع الرزق منها.
77-
وَيُكَلِّلونَ إِذا الرِياحُ تَناوَحَت ... خُلُجًا تُمَدُّ شَوارِعًا أَيتامُها
تناوحت: تقابلت، ومنه قولهم: الجبلان متناوحان، أي متقابلان، ومنه النوائح لتقابلهن، الْخُلُج: جمع خليج وهو نهر صغير يخلج من نهر كبير أو من بحر، والْخَلْج: الجذب. تمد: تزداد. شرع في الماء: خاضه.
يقول: ونكلل[1] للفقراء والمساكين والجيران إذا تقابلت الرياح، أي في كلب[2] الشتاء واختلاف هبوب الرياح، جفافًا تحكي بكثرة مرقها أنهارًا يشرع أيتام المساكين فيها وقد كُلّلت بكسور اللحم، وتلخيص المعنى: ونبذل للمساكين والجيران جفانًا عظامًا مملوءة مرقًا مكلَّلة بكسور اللحم في كَلَب الشتاء وضنك المعيشة.
78-
إِنّا إِذا اِلتَقَتِ المَجامِعُ لَم يَزَل ... مِنّا لِزازُ عَظيمَةٍ جَشّامُها
رجل لزاز الخصوم، يصلح؛ لأن يلز بهم، أي: يقرن بهم ليقهرهم، ومنه لزاز[3] الباب ولزاز الجدار.
يقول: إذا اجتمعت جماعات القبائل فلم يزل يسودهم رجل منا يقمع الخصوم عند الجدال، ويتجشم عظائم الخصام، أي لا تخلو المجامع من رجال منا يتحلّى بما ذكر من قمع الخصوم وتكلّف الخصام.
79-
وَمُقَسِّمٌ يُعطي العَشيرَةَ حَقَّها ... وَمُغَذْمِرٌ لِحُقوقِها هَضّامُها
التغذمر: والغذمرة: التغضب مع همهمة. الهضم: الكسر والظلم.
يقول: يقسم الغنائم، فيوفر على العشائر حقوقها ويتغضب عند إضاعة شيء من حقوقها ويهضم حقوق نفسه يريد أن السيد منا يوفر حقوق عشائره بالهضم من حقوق نفسه؛ قوله: ومغذمرة لحقوقها، أي لأجل حقوقها، هضامها أي هضام الحقوق التي [1] كلّل الجفنة: رصف فيها اللحم كالإكليل. [2] كَلَب الشتاء: شدة برده. [3] لزاز الباب: الخشبة المعترضة وسطه يترس بها.