7- وفاته:
اختلف الرواة في نهاية حياة عنترة كما في سائر أخباره، فتعددت الروايات ومنها أن عنترة خرج فهاجت رائحة من صيف نافخة فأصابت الشيخ فوجدوه ميتًا بينهم وكان عنترة قد كبر وعجز كما يبدو من الرواية. ومنها أيضًا أنه أغار على بني
بهذا الخبر البارز حين قيل لعنترة: أنت أشجع الناس وأشدها قال: لا، قيل: فبمَ إذن شاع لك هذا في الناس؟ قال: "كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزمًا وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا ولا أدخل موضعًا لا أرى لي منه مخرجًا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله".
6- زواجه:
الحديث عن زواج عنترة نراه مقترنًا بخبر انتزاعه لحريته حيث نجد عند أبي هلال العسكري خبرًا مفاده أن أباه استلحقه يومئذ وزوجه عمه عبلة ابنته. كما نجد أن السيوطي أورد خبرًا ينقل قول عم عنترة له: إنك ابن أخي وقد زوجتك ابنتي عبلة، كما نجد نصًّا ثالثًا نقله الميداني في المناسبة ذاتها على لسان والد عنترة حين قال له: كر وقد زوجتك عبلة، فكر وأبلى ووفى له أبوه بذلك فزوجه عبلة. وهذه النصوص تبدو صريحة في إثبات خبر الزواج.
وقد رأينا كثيرين من الذين ترجموا لعنترة لم يتطرقوا لذكر أمر زواجه ونحن لا نجد بين أيدينا من الوسائل ما يدفعنا إلى تأكيد زواج عنترة بابنة عمه عبلة وهو أمر معقول، ذلك أن عنترة ظل فترة من حياته ما كان له أن يتزوج من حرة مما يترك الفرصة سانحة لعبلة أن تتزوج قبل أن ينال حريته بمن تشاء. وقد صادفتنا مسألة أخرى هي زواجه من امرأة أخرى من بجيلة. وقصة هذا الزواج غير معروفة إلا أن ابن السكيت يقول: "كانت لعنترة امرأة بخيلة لا تزال تلومه في فرس يملكه واسمه الغبوق".
والمرجح أن عنترة قد تزوج وإن لم يكن بابنة عمه عبلة بالتخصيص، ويؤيد ذلك قوله:
ما استمت انثى نفسها في موطن ... حتى أوفي مهرها مولاها