يقول: وترى خلفهما أطباق نعلها في أماكن مختلفة قد قطعها وأبطلها قطع الصحراء ووطؤها.
14-
أَتَلَهّى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلّ ... ابنِ هَمٍّ بَلِيَّةٌ عَمْيَاءُ
يقول: أتلعب بها في أشد ما يكون من الحر إذا تحيَّر صاحب كل هم تحير الناقة البلية[1] العمياء.
يقول: أركبها وأقتحم بها لفح الهواجر إذا تحير غيري في أمره، يريد أنه لا يعوقه الحرّ عن مرامه.
15-
وَأَتَانَا مِنَ الْحَوَادِثِ والأَنْبَا ... ءِ خَطْبٌ نُعْنَى بِهِ وَنُسَاءُ
يقول: ولقد أتانا من الحوادث والأخبار أمر عظيم نحن معنيون محزونون لأجله. عُني الرجل بالشيء يُعْنَى به فهو معني به، وعنِيَ يعْنَى إذا كان ذا عناء به. وسؤت الرجل سواء ومَساءة وسوائية أحزنته.
16-
إنّ إِخْوَانَنَا الأَراقِمَ يَغْلُو ... نَ عَلَيْنَا فِي قِيلِهِمْ إِحْفَاءُ
الأراقم: بطون من تغلب، سموا بها لأن امرأة شبهت عيون آبائهم بعيون الأراقم[2]. الغلو: مجاوزة الحد. الإحفاء: الإلحاح. ثم فسر ذلك الخطب فقال: هو تعدي إخواننا من الأراقم علينا وغلوهم في عدوانهم علينا في مقالتهم.
17-
يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْـ ... ـبِ وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلَاءُ
يريد بالخلي: البريء الخالي من الذنب.
يقول: هم يخلطون بُرَآءَنَا بمذنبينا، فلا تنفع البريء براءة ساحته من الذنب.
18-
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْـ ... ـرَ مُوالٍ لَنَا وأَنّا الوَلاءُ
العير في هذا البيت يفسر: بالسيد، والحمار، والوتد، والقذى، وجبل بعينه. قوله: وأنَّا الولاء، أي أصحاب ولائهم، فحذف المضاف، ثم إن فسر العير بالسيد [1] البلية: الناقة يموت صاحبها فتحبس على قبره حتى تموت. [2] الأراقم: جمع أرقم وهو الذكر من الحيات أو أخبثها.