responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 975
وتوفراً على من متحرم بذمة، أو مدل بقرابة. وارتفع هم الأخير بيزيد، وقد وضع الضمير المنفصل موضع المتصل لأنه كان لوجه أن يقول: إلا يزيدونهم حباً إلي. وهذا كما يوضع الظاهر موضع المضمر والمضمر موضع الظاهر إذا أمن الالتباس. وانتصب فأخبرهم لأنه جواب النفي بالفاء، والعامل أن مضمرة بين الفاء والفعل.
وقوله كم فيهم من فتى حلو شمائله فكم للكتثير، وموضعه رفع بالابتداء وخبره من فتى. ومعنى جم الرماد أي كثير الأضياف، لأن الرماد إنما يكثر بحسب اتساع ضيافته، وكثرة غاشيته. والبرم: الذي لا يدخل مع القوم في الميسر، ومفعول أخمد محذوف، والمراد ما أخمد البرم النار لبخله ولشدة الزمان ونكده. فجعل الفتى حلو الشمائل، وهي الطبائع؛ لأن الضيافة إنما تكرم وتشرف بحسن خلق المضيف وخفته في الخدمة، وملاطفته لضيوف، وتحفيه وبره بهم.
تحب زوجات أقوام حلائله ... إذا الأنوف امترى مكنونها الشيم
وصف النساء منهم بحسن التوفر على أشباههن، وكمال التفقد بما يهدين إليهن إذا قلت الهدايا واشتد الزمان، وبلغ البرد حداً يستخرج مكنون الأنوف من الرعام فيقول: زوجات الأبرام ومن يشبههم من ذوي الحاجة، أو الممتنعين من الميسر، يحببن أزواج هؤلاء الفتيان إذا أمحل الزمان واشتد القحط والجدب، لحسن تعطفهن عليهن، وصرف العناية وجميل التفقد إليهن. وامترى: استخرج. والشيم: البرد. وأراد بالمكنون المخاط. والحلائل: النساء المتزوجات سمين بذلك لأنها تحال أزواجها، أي تنزل معها؛ والواحدة حليلة وفعيلة بمعنى مفاعلة، كقعيدة، وجليسة.
ترى الأرامل والهلاك تتبعه ... يستن منه عليهم وابل رزم
كأن أصحابه بالقفر يمطرهم ... من مستجير غزير صوبه ديم
الأرامل: جمع الرمل والأرملة، لأنه يقع الذكر والأنثى، وهم الذين قد انقطع زادهم وضاقت الأحوال بهم. والهلاك، هم الفقراء الذين أشرفوا على الهلاك، وإنما قال تتبعه لأنهم كانوا يتفيئون بظله، ويعيشون في أفنيته من خيره. وقوله يستن منه عليهم وابل، مثل لما كانوا ينصب عليهم ويجري ويدوم، من إحسانه لهم، لأن الحيا يحي الأرض، كما أن معروف هؤلاء كان يحييهم.

نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 975
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست